السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اقدم لكم في مشاركتي بحث مؤجز عن تاهيل المعاقين عقلياَ بشكل عام ثم تنأولت انواع التاهيل (نفسي , اجتماعي , طبي , مهني , مجتمعي , تربوي) بشيئاَ من التفصيل, وذلك في صورة مقارنه بين واقع التاهيل بجوانبه في المملكة العربية السعودية ودول الخارج:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}
الشكر والتقديــر ..
الحمد لله العلي القدير الذي أعانني على إتمام هذا العمل المبارك واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أتقدم بوافر الشكر والتقدير وجزيل العرفان إلى الأستاذة الدكتورة/ لبنى المشرفة على هذا البحث وكانت لآرائها السديدة ونصائحها المفيدة وإرشاداتها النافعة الأثر الكبير في إخراج هذا البحث كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير لجامعة الملك عبد العزيز , وقد كانت مشكلة البحث الوحيدة هي عدم توفر مراجع عن موضوع البحث ولان عنوان البحث يعتبر من المواضيع الحديثة ولكن بعد توفيق الله قد جمعت المعلومات من بعض الكتب ومصادر الانترنت ومن الواقع الملموس في دولتنا الحبيبة وبعض الدول المجاوره . ...
اسأل الله العلي القدير أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل.
المــقــدمـــة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
تعد الإعاقة العقلية من المشكلات الخطيرة التي يمكن أن تواجه الفرد، والتي يمكن أن يتمثل أثرها المباشر في تدني مستوى أدائه الوظيفي العقلي وذلك إلى الدرجة التي تجعله يمثل وجهاً أساسياً من أوجه القصور العديدة التي يعاني منها ذلك الفرد حيث أن الجانب العقلي رغم ما يعانيه مثل هذا الفرد من مشكلات متعددة يُعد هو أصل الإعاقة التي يعاني منها، والتي تترتب عليها مشكلات عديدة في جوانب النمو الأخرى، وفي غيرها من المهارات المختلفة التي تعتبر ضرورية كي يتمكن الفرد من العيش والتعايش مع الآخرين وتحقيق التوافق معهم، والتكيف مع البيئة المحيطة .
ومما لا شك فيه أن هناك أنماطاً متعددة للإعاقة العقلية بمعنى أن الأمر لا يقف عند حدود نمط واحد بعينه تشير إليه مثل هذه الإعاقات وتعكس، بل يتخطاه إلى ما هو أكثر من ذلك، فتعدد مثل هذه الأنماط وإن ظلت هناك أنماط ثلاثة رئيسية تُعد الأكثر انتشاراً بينها على مستوى العالم بأسره وقد تتأثر مثل هذه الأنماط بعوامل أو أسباب معينة تعد مشتركة بينها جميعاً، كما أن هناك أسبابا خاصة بكل نمط من تلك الأنماط
ونعرف الإعاقة العقلية بـأنها :
تمثل مستوى من الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء بانحرافين معياريين ويصاحبها قصور في السلوك التكيفي الاجتماعي , وتظهر في مراحل العمر النمائية منذ الميلاد وحتى سن 18 سنه.
فقد يكون القارئ من السعداء الذين لم يروا معوقاً إلا صدفة ,وربما اهتم وأحس نحوه بإشفاق وتعاطف, ثم تركه ومضى في سبيله هادئ البال, مرتاح الضمير ,إذ لم يدرك أن عليه واجباً نحوه , وقد يكون القارئ من أسرة أحد أفرادها معوق, فهو يدري ويعاني من المشكلات المترتبة على وجود معوق في الأسرة, وكيف تؤثر على من حوله ,بل ربما يكون القارئ نفسه معوقاً يصادف مشكلات في كل لحظة من حياته ويعجز عن حل الكثير منها, ويشقى ولا يعرف السبيل للخلاص من شقائه, وربما كان القارئ ممن أحسوا بمشكلة المعوقين وعاشروها, قرأو أو سمعوا عنها ,وود لو عمل أي شيء ليساعد المعوقين, ولكن لا يعرف السبيل إلى ذلك.
فالحق أن كل ما يحتاجه المعوقون هو أن تتاح لهم الفرص, وتفتح أمامكم الأبواب ليقوموا بدور فاعل ومنتج في حياة المجتمع.
مفهوم تأهيل :
إن التأهيل بمعناه الشمولي يعني تطوير وتنمية قدرات الشخص المصاب لكي يكون مستقلاً ومنتجاً ومتكيفاً .
كما ويشمل مفهوم التأهيل مساعدة الشخص على تخطي الآثار السلبية التي تخلفها الإعاقة والعجز من آثار نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية .
وقد أشار هاملتون (1950) إلى أن التأهيل عملية تهدف إلى تقدير القدرات النافعة لدى الفرد المعوق وتنميتها وتوظيفها أو الاستفادة منها .
ويشير القريوتي (1995) إلى أن التأهيل يمثل مجموعة من الجهود والأنشطة والبرامج المنسقة والمنظمة والمتصلة التي تقدم للأفراد بقصد تدريبهم أو إعادة تدريبهم لمساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم الجسمية أو العقلية أو النفسية أو التعليمية .
وعرف الزعمط في كتابه التأهيل المهني للمعوقين 1993) التأهيل بأنه تلك العملية المنظمة المستمرة التي تهدف إلى إيصال الفرد المعوق إلى أعلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والاجتماعية .(
وإذا نظرنا إلى وجهة النظر التشريعية فقد جاء بتعريف منظمة الصحة العالمية: بأن التأهيل هو الإفادة من الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية من أجل تدريب وإعادة ترتيب الأفراد لتحسين مستوياتهم الوظيفية .
ويشير الزعمط في كتابه التأهيل المهني للمعوقين (1995) إلى التأهيل الشامل فيقول بأنه عملية متبعة لاستخدام الإجراءات الطبية والاجتماعية والتأهيلية مجتمعة في مساعدة الشخص المعوق على استغلال وتحقيق أقصى مستوى ممكن من طاقاته وقدراته والاندماج في المجتمع .
أهداف التأهيل :
تهدف عملية التأهيل إلى تحقيق ما يلي :
1- توفير فرص العمل والتشغيل من خلال التدريب .
2- دمج المعاقين في المجتمع وإكسابهم الثقة .
3- وضع القوانين التي تكفل من معاقين حق المساواة مع غيرهم من أقرانهم .
4- تهيئة كافة الوسائل والأنشطة الرياضية والثقافية والترويحية.
5- العمل على تحسين القدرات الجسمية والوظيفية في الفرد المعوق والوصول به إلى أقصى مستوى من الأداء الوظيفي .
6- العمل على تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة التي قد تنشأ عن الإعاقة .
7-العمل على توفير الظروف البيئية المناسبة لدمج المعوق في المجتمع المحلي وذلك من خلال العمل على تعديل. 8- تغيير اتجاهات الأفراد وردود فعلها تجاه الإعاقة ومساعدة الأسرة على فهم وتقدير وتقبل حالة الإعاقة ومساعدة الأسرة على مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية ومساعدة الأسرة في الوصول إلى قرار سليم واختيار مجال التأهيل المناسب لطفلهم المعوق ومساعدة الأسرة على أساليب رعاية وتدريب الطفل المعاق .
العوامل المساعدة على نجاح برامج التأهيل :
إن نجاح برامج التأهيل وتطورها يعتمد على ما يلي :
1- التشريعات والقوانين والأنظمة .
2- توفير الكوادر المهنية المتخصصة والمؤهلة .
3- توفر البرامج التربوية والمهنية اللازمة . 4- استعداد الأسرة والمجتمع ومدى تقبلهم .
5- مدى توفر الأجهزة والوسائل المساعدة من أجهزة تعويضية - ووسائل مساعدة – وبيئة خالية من الحواجز – ووسائل تعليمية خاصة – ومراكز للتأهيل المجتمعي - توفير الكلفة الاقتصادية .
مراحل وخطوات عملية التأهيل :
تمر عملية التأهيل في مراحل متعاقبة ومتسلسلة وفقاً لما يلي :
أولاً : مرحلة الإحالة والتشخيص الشامل للمعوق عقليا :
ويشير المغلوث في (كتابه رعاية تأهيل المعاقين 1999) أن هذا التشخيص له عدة أهداف كما يلي :
1- تشخيص الحالة ودراسة أسبابها .
2- تحديد مدى العجز الذي يصيب الحالة ودرجته .
3- تحديد مدى تأثير الإعاقة على تكوين المعوق وشخصيته .
4 - تقدير مستقبل الحالة بناء على مدى العجز وشدته ، وإمكانيات المعوق واستعداداته ، ومدى توفر الخدمات لرعايته .
5- تقدير الاحتياجات المباشرة للمعوق وأسرته سواء كانت حاجات طبية أو تعليمية أو اجتماعية أو نفسية أو مهنية .
6- وضع خطة الرعاية والمقترحات المتعلقة بذلك .
ثانياً : مرحلة التخطيط لبرنامج التأهيل :
تعتبر هذه المرحلة مهمة جداً في عملية التأهيل حيث يتم فيها وضع الحلول والخطط اللازمة لمواجهة الآثار المترتبة على الإعاقة وتلبية الاحتياجات التأهيلية الخاصة للفرد المعوق .
وخطة التأهيل يجب أن تكون خطة فردية بالنسبة للمعوق وأن تكون مشتركة يشترك فيها كافة أعضاء فريق التأهيل .
ثالثاً : المتابعة والرعاية اللاحقة للمعوق :
وتهدف هذه العملية إلى ما يلي :
1- لتأكد من متابعة المعوق للخطة العلاجية .
2- تجنب المعوقين أية انتكاسة في البرنامج التأهيلي .
3- وسيلة هامة لاستقرار بعض المعوقين في حياتهم الجديدة .
ومن هذا العرض السريع لخطوات التأهيل يتضح لنا أن عملية التأهيل عملية فنية متخصصة يشترك فيها فريق التأهيل كل على حسب تخصصه ، كما يتضح لنا أنها عملية مستمرة تبدأ مع الفرد منذ انتهاء المرحلة العلاجية حتى عودته للمجتمع مرة أخرى .
فريق التأهيل :
يمثل فريق التأهيل الذي يعمل مع المعوق الشريان الأساسي بالنسبة لأي برنامج يصمم ويقدم له ، فالجميع يعمل لخدمة هذا المعوق كل وفق تخصصه وطبيعة عمله ، ويتكون فريق التأهيل من مجوعة من الأفراد الذين يمثلون مجموعة الاختصاصات التي تحتاجها الحاجة .
يشير الشناوي في كتابه (تأهيل المعوقين وإرشادهم) إلى أن هناك أعضاء أساسيين في فريق التأهيل وأن هناك أعضاء مؤقتين حسب الحاجة .
أما الأعضاء الأساسين للفريق فيتكونون من الآتي :
1- الطبيب : وهو المسئول عن تحديد الوضع الصحي والمرضي للمعوق وتقديم الإرشادات الصحية .
2- الأخصائي الاجتماعي: وهو شخص مؤهل في الخدمة الاجتماعية مسؤوليته إجراء الدراسة التقويمية الاجتماعية للفرد المعوق وأسرته .
3- الأخصائي النفسي: ويقوم بإجراء الدراسات التقييمية النفسية .
4- مرشد التأهيل : يكون مرشد التأهيل مسئولاً عن إجراء الدراسة التقييمية المهنية .
5- أخصائي التربية الخاصة : وهو المسئول عن إجراء الدراسة التقييمية والتعليمية وتحديد الاحتياجات التربوية الخاصة ووضع الخطة التربوية المناسبة وتحديد برنامج التربوي المناسب ومتابعة المعوق خلال تطبيق البرنامج التربوي .
أنواع التأهيل:
اولاَ: التأهيل المهني :
التدريب المهني هو مجموعه من العمليات و الأنشطة المترابطة التي يتضمنها برنامج متكامل من الإجراءات الفنية والمهنية خلال وقت محدد .
- التدريب المهني يجب أن يتناسب مع الإمكانيات والميول والقابليات النفسية والجسمية والعقلية للشخص المعاق بهدف تمكين المعاق ودمجه في المجتمع ومشاركته الفعالة فيه .
-التدريب المهني يمكن المعاقين من أداء الأعمال التي تناسبهم وبذلك يمكنهم القيام بالإعمال المناسبة لحالتهم واستغلال إمكانياتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم في ضوء مقتضيات التشغيل وشروطه , والتأهيل المهني لذوى الإعاقة هو احد أنواع التأهيل والتي تشتمل على ( التأهيل المبنى على المجتمع و والتأهيل الطبي والتأهيل الاجتماعي والتأهيل النفسي والتأهيل التربوي )
وقد تم الاهتمام بالتدريب المهني والتشغيل لذوي الاحتياجات الخاصة بعد الحربين الأولى والثانية وخاصة بمتابعه من منظمه العمل الدولية .
أهميه التدريب المهني :
إن التدريب المهني للمعوقين الذي تنفذه مؤسسه التدريب المهني في مشاغلها هو الخطوة الأولى لإكساب المعوق المهارات الفنية اللازمة وإعداده لسوق العمل فتشغيل المعوق هو واجب وطني وإنساني فالشخص المعوق له حق التوظيف والاحتفاظ بالوظيفة والتدرج الوظيفي والحصول على الأجر المساوي والتمتع بساعات العمل والتأمينات والضمانات الاجتماعية والانجازات المساوية للعمال الآخرين وهو أيضا التزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية فتدريب المعوق له نتائج ايجابية على الوطن والمجتمع والمعوق وأسرته.
أهميه العمل للمعوقين:
1.التخفيف من البطالة بين المعوقين و مجموع القوى العاملة .
2.الحد من الفقر والحرمان والتهميش الاجتماعي ويساعد المعوق وأسرته على تحسين مستوى معيشتهم من خلال الحصول على الدخل .
3.مساهمه ذوي الإعاقة في العملية الإنتاجية مما يؤدي إلى رفع مستوى الناتج الوطني
والدخل الوطني الإجمالي .
4.دمج المعوق في المجتمع مما يتيح الفرصة له لرفع مستواه التكيفي وإقامة علاقات اجتماعية وصداقات .
5.يخلص العمل المعوق من مشكله الفراغ مما يؤمن للأسرة توازن حدي يؤدي إلى التقليل من الإحساس بالإحباط والكآبة ويوفر احتياجاتهم الاستهلاكية المختلفة .
6.عمل الأشخاص ذوى الإعاقة يقلل من حجم الإعانات الحكومية ونفقات الخدمات الاجتماعية مما يؤثر ايجابيا على الميزانية العامة .
7.تؤدى مشاركة المعوق في العملية الإنتاجية إلى بناء اتجاهات ايجابية لدى أصحاب العمل والمجتمع تجاه المعاقين .
8.يؤدى عمل المعوقين إلى تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة مما يقلل حجم التحويلات المالية للخارج .
9.يؤدى عمل المعوقين إلى رفع مستوى الميل الحدي للاستهلاك مما يزيد الطلب على السلع والخدمات حيث يساهم في الانتعاش الاقتصادي .
10. يعزز عمل المعوق ثقته بنفسه ويرفع مستوى احترام وتقدير الذات ويقلل مستويات الشعور بالعجز والخوف والقلق .
خدمات التأهيل المهني:
ويمكن تصنيف هذه الخدمات في ما يلي:
-1 التقييم: التقييم وهو الوصول لما تبقى لدى الشخص من قدرات
-2 التوجيه: وهو نصح الشخص المعوق في ضوء متاح في التدريب المهني والاستخدام .
-3 الإعداد للعمل والتدريب المهني: وهو القيام بما قد يلزم للشخص المعاق في إعادة اللياقة للعمل أو تقويته وتدريبه مهنياً .
4- التشغيل: وهو مساعدة الشخص المعوق على الحصول على عمل مناسب.
-5 العمل المحمي : وهو توفير عمل يؤديه في ظل ترتيبات خاصة.
-6المتابعة: وهي متابعة حالة الشخص المعوق إلى أن تتحقق إعادة التشغيل .
بعض المبادئ للإعداد المهني:
التركيز على الإعداد المهني في النشاطات ذات الجدوى الاقتصادية من الأفضل ان لا يفرض نسق موحد للتدريب بل يجب مراعاة إمكانات التعلم لكل متدرب و الاهتمام بسلوك العمل- المواظبة- احترام الوقت- التعاون- الترتيب- خلق حوافز الإنتاج بتسويق إنتاج العمل .
يتم توجيه الطالب إلى اكتساب مهنه معينه تتناسب مع رغباته وكفاءاته ومع احتياجات السوق المهنية فان فشل المعوق أو تقصيره في الحياة المهنية في أكثر الأحيان يكون سببه عجزه عن القيام بالنشاطات الاجتماعية والاتصالات الفردية مع أداء عمله يكون مقبول لكن عجزه عن إقامة علاقات الصداقة المناسبة مع زملائه يحول دون نجاحه في مهنته لذلك شددنا على تحضير المعوق من الناحية المسلكية والاجتماعية والأكاديمية لكي يتمتع بأكبر قسط من الاستقلالية.
أما عندما يفشل في التقويم المهني للعمل في الوظائف العامة وفي الأسواق التوظيفية العامة فيجب عند ذلك دراسة إمكانية إلحاقه بالورش المحمية ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفشل الالتحاق بالورش العامة هي :
الخوف وعدم التمكن من الإجابة على الأسئلة , جهله وعدم خبرته لمثل هذه الأسئلة نسيان الأوراق الثبوتية , صعوبة في متابعة الأسئلة - الرفض للخضوع لفحوصات معينه - عدم الرغبة في المهنة إهمال في مواعيد المقابلات .
لذلك يجب اخذ كل العوامل بعين الاعتبار حتى نقوم بإعداد البرنامج الفردي لكل مراهق.
مجالات عمل المعاقين عقليا :
عامل بناء-عامل صيانة- بواب- نجار- مساعد نجار- عامل في التركيب - حفار- خلاط اسمنت-صب حجارة- مساعد ممرض- حاجب- مساعد مدلك- مساعد في باص - منظف- مجلد كتب- مساعد مطبعي- مصنف ورق- مساعد خباز- تحضير حلويات- مضيف-عامل في توضيب الأدوات المنزلية- مصنف لحوم-عامل تنظيف أدوات- منظف ملابس - كوي ملابس- مصنف أقمشة - مساعد متجر- تصليح سيارات تركيب قطع غيار-مركب عجلات- دواليب- مغير زيت للسيارات- عامل في التصوير الإشعاعي - مساعد في تنظيم واستقبال الضيوف-عامل في تصليح آلات زراعية- مشرف على أحواض الزراعة- منسق أزهار- مربي طيور- حالب حيوانات- ساقي مزروعات- صائد سمك- منظف سمك- بائع سمك- موضب اسماك- موضب طيور- منظف أحواض السمك-الدواجن-الطيور-عامل مكتبه.
وهناك العديد والعديد من المهن التي يمكن للمعاق عقليا ان يوظف إمكانيته بها بعد تهيئته بشكل كاف مسليا ونفسيا ومهنيا واجتماعيا .
التأهيل المهني للمعاقين عقليا بمراكز التدريب المهني في دولة الإمارات العربية المتحدة :
أصدر مجلس الوزراء القرار رقم (96) لسنة 1981م الخاص بإنشاء مراكز رعاية وتأهيل المعوقين في كل من ابوظبي ودبي، متجاوباً مع نداء الأمم المتحدة بجعل عام 1981 عاماً للمعوقين . تحت شعار (المشاركة الكاملة والمساواة) بادر مجلس الوزراء بإصدار قرار بشأن إنشاء مراكز لرعاية وتأهيل المعوقين ومنها فئة الإعاقة العقلية بالدولة تكون تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
ومراكز رعاية وتأهيل المعوقين هي (مؤسسات حكومية اجتماعية تربوية تتبع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتقوم برعاية الأطفال والشباب الذي يعانون من إعاقات ).
واستهدفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من وراء إنشاء هذه المراكز إلى تحقيق ما يلي :
1- إتاحة الفرصة التعليم واكتساب المعرفة في مختلف مراحل التعليم النظامي وغير النظامي أو تنويع مجالات وأساليب التعليم تمكينا للمعوقين من تنمية طاقاتهم إلى أقصى حد ممكن، وذلك بغية تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم هذا بالنسبة للقابلين لتعليم , وتوفير فرص العمل للفئة القابلة لتدريب والتعليم .
2- توسيع التدريب والتأهيل المهني وتطوير مجالات هذا التدريب بما يناسب قدراتهم وميولهم وبما يتمشى مع احتياجات التنمية من مهن ومهارات.
3- تمكينهم من الاندماج وإكسابهم الثقة بأنفسهم وإكساب المجتمع الثقة بهم، وتوسيع آفاق التفاعل الاجتماعي من مختلف الفئات والمراكز كسراً لطوق العزلة والهامشية التي قد يستشعرها المعوق والاستفادة من المعرفة العلمية والتكنولوجية والتنظيمية في البلاد المتقدمة وتطبيقها، بما يتناسب مع ظروف العجز والإعاقة في الدولة.
وتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة عدة مراكز لرعاية وتأهيل المعوقين عقليا منها الحكومية والخاصة والأهلية.
أهداف مراكز رعاية وتأهيل المعوقين في الدولة :
وتهدف جميع هذه المراكز إلى دمج المعوق في مجتمعه وبيئته وجعله عنصرا مشاركا في خدمة وتطوير المجتمع وذلك من خلال :
1- تزويده بالمهارات التربوية والتعليمية الأساسية كالقراءة والكتابة الوظيفية .
2- التدريب على المهن المختلفة التي يمكنه القيام بها لوحده ودون صعوبة مما يحقق له الكسب الاقتصادي والاندماج في المجتمع.
3- تطوير وتشجيع الميول والهوايات لدى المعوق لشغل أوقات الفراغ وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.
5- توعية الأهالي والأسر وتدريب الآباء والأمهات.
6- تمكين المعوق من الاندماج الاجتماعي وإكسابه الثقة بنفسه وإكساب المجتمع الثقة به.
واستطاعت مؤسسات رعاية وتأهيل المعوقين عقليا منذ تأسيسها تدريب وتأهيل أعداد لا بأس بها من الخريجين وإلحاقهم في مختلف القطاعات الإنتاجية الحكومية أو الخاصة في مجالات الإدارة والحاسب الآلي، والنسخ والتصوير والطباعة وبعض الأعمال الفنية (الديكور – والتجليد) وأعمال الزراعة وتربية الحيوانات .
هذا وتتعدد أساليب التأهيل المهني والفني في المراكز المذكورة، ويتم توزيع الطلاب والطالبات حسب ميولهم وإمكانياتهم وقدراتهم على الورش المختلفة التي يتدربون فيها على أنواع العمل والمهن المتنوعة، وذلك حسب السن والنوع والقدرات العقلية والجسدية والوجدانية ومن الورش التي يتدربون فيها ورش النجارة (الصناعات التراثية أو الحديثة) وورش الخياطة والتطريز والديكور والرسم والخزف والسيراميك والتدبير المنزلي وورش أو فصول تعليم الطباعة واستخدام الكمبيوتر. وتسعى المراكز من خلال التدريب والتأهيل في هذه الورش والأقسام إلى إعداد هؤلاء المعوقين للحياة العملية من خلال تنمية قدراتهم واستغلال الطاقات الكامنة لديهم على النحو الذي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم.
ولابد من الإشارة هنا أيضا إلى ان بعض الوزارات والمؤسسات المحلية تقوم بإعادة تأهيل وتدريب المعوقين عقليا .
وفيما يلي تعريف لمركز أبو ظبي مثالا لهذه المراكز وتوضيح الدور الذي تقوم به والخدمات التي تؤديها :
1- مركز أبوظبي :
لقد كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وراء قرار المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي بإنشاء هذا المركز لتأهيل المعوقين ومنهم فئة المعاقين عقليا وتدريبهم على مهنة الزراعة كي يحسنوا من ظروفهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
وافتتح المركز في شهر إبريل 1995 في منطقة بني يأس والتحق به في ذلك الوقت نحو (15) طالبا من المعوقين – فئة التنمية الفكرية – وأشرف على تدريبهم وتأهيلهم خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالدولة وذلك طبقاً لاتفاقية التعاون الموقعة عام 1977.
وبينما تشرف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على النواحي الإدارية والتنظيمية بالمركز فإن بلدية ابوظبي تساهم بمد المركز بما يحتاجه في مستلزمات الزراعة.
ويقوم هؤلاء الطلاب بكافة المراحل الخاصة بزراعة الخضار والفواكه ابتداء من إعداد المشتل وحتى بيع المحصول في مراكز التسويق التابعة للبلدية والقريبة من موقع المركز.
ويلاحظ ان هذه المستويات تحتاج إلى مناهج تربوية وتعليمية خاصة لا تتوفر بشكل مناسب في المدارس والمؤسسات التربوية العادية , وينفذ المركز مجموعة من الورش والبرامج التدريبية ومن أمثلتها :
أ- ورشة الألعاب الخشبية والتركيبية : ويقوم فيها الطلبة بقطع الخشب وتصنيعه على هيئة ألعاب خشبية أو تركيبية ثم صبغها وتزيينها بالنقوش والزخارف حسب التصاميم المقررة، وذلك لاستخدامها فيما بعد في دور الحضانة لتنمية قدرات الأطفال.
ب- قسم الكمبيوتر : ويدرس فيه الطلبة والطالبات القابلين لتعليم حاليا مبادئ علم الكمبيوتر بعد الانتهاء من الدراسة في المرحلة الإعدادية ، ويتم تخريجهم بعد دراسة المقرر المكون من خمسين برنامجاً خلال عامين كاملين يستطيعون بعدها الالتحاق بالمؤسسات المختلفة.
كما أصبح هذا المركز رائدا في المنطقة العربية والإفريقية، وهو الأول من نوعه في العالم من حيث استخدام البيوت البلاستيكية التي يعمل بها معاقون ويستخدمون الري الأوتوماتيكي. وقد اتصلت بعض الدول والشركات والمؤسسات الأوروبية بالمركز مباشرة أو من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتعرف على تفاصيل المشروع والاستفادة منه في مجال خدمة المعوقين هناك والعمل على دمجهم في مجتمعهم من خلال الإنتاج .
وكشفت دراسات عن وجود صعوبات مرتبطة ببيئة العمل، تسهم في تعزيز عدم رضا والد المعاق عن عمله، وقد يكون ذلك ناجماً عن طبيعة الإعاقة، وطبيعة احتياجات المعاق، إضافة إلى التخوف من غياب عناصر السلامة المهنية والأمان , كما بينت وجود تخوف من الآراء السلبية لصاحب العمل تجاه قدرات المعاق، وعدم تقبل المجتمع وغياب الوعي بقضايا المعاقين .
وفي المقابل، اعتبر مدربون مهنيون أن الحماية المفرطة من والد المعاق تجاه المعاق، تأتي في مقدمة صعوبات عملية التشغيل، تليها اتجاهات المديرين السلبية ونظرة المجتمع، ثم عدم تهيئة بيئة العمل لاستقبال المعاقين، إضافة إلى الدرجة الكلية للمعاق , واتفق آباء ومدربون مهنيون على صعوبات مرتبطة بعملية التشغيل، منها التخوف من تعرض المعاق ذهنياً لإصابات العمل وعدم تناسب العمل مع المعاق وقدراته، إضافة إلى مشكلة المواصلات والمنافسة الشديدة في سوق العمل واهتمام أصحاب العمل بالإنتاج بعيداً عن القضايا المجتمعية، فضلاً عن التخوف من الاستغلال أثناء العمل.
واقترحــت عينة البحث التي أجريت عليها الدراسة السابقة مجموعة من الحلــول التي من شــأنها التغلب على صعوبات تشغيل المعاقين، منها إقناع المسئولين بضرورة تشغيل المعاقين، وتوعية المجتمع بأهمية دمج المعاقين في المجتمع عبر وسائل الإعلام وعمل الندوات لجميع فئات المجتمع ، وتوفير مدربين وأخصائيي تشغيل لمتابعة المعاقين في أماكن عملهم، إضافــة إلى تدريــب المعاقين ذهنياً على المهن المطلوبة في سوق العمل.
التأهيل المهني في المملكة العربية السعودية :
انطلاقاً من سياسة المملكة العربية السعودية الهادفة إلى تيسير سبل رعاية المعوقين وتشغيلهم والاستفادة منهم طاقات وظيفية منتجة، وتوجيه المعوق المتخرج في مراكز التأهيل المهني نحو العمل الذي يتفق مع ما حصل عليه من تدريب، وما يتوفر لديه من قدرات، إضافة إلى احتياجات سوق العمل في البيئة التي سيعمل فيها المعوق، والسعي إلى إيجاد فرص العمل المناسبة للمعوق المؤهل قدر الإمكان بما يتواءم مع تخصصه المهني وطبيعة إعاقته ويتطلب تشغيل المعوقين ذهنيا سنوات من العمل على تغيير الاتجاهات و أنماط التفكير السائدة لدى أفراد المجتمع فيما يخص قدرة المعوقين عقليا على الإنتاج و العمل بكفاءة. إن مهمة تشغيل المعوقين عقليا، بشكل خاص، و الوصول بهم إلى درجة من الاستقلالية و الاعتماد على الذات هي واحدة من أهم غايات و أهداف مراكز التأهيل , وأن تؤمن للمعوق عقليا العمل المناسب و أن تدربه عليه و أن تضمن له حقوقاَ متساوية مع الآخرين من حيث مجتمع العمل و المقابل المادي، و في الوقت نفسه أن تحميه من سوء المعاملة والاعتداء .... كلها جوانب يجب أن تتكامل و أن تعطى القدر نفسه من الاهتمام و هنا يبرز التحدي .
إن عملية التأهيل بكل جوانبها تهدف بالأساس إلى توفير استقلالية في الحياة لدى الأشخاص المعاقين ومن أصعب المراحل في التأهيل هي عملية التأهيل المهني والتي تتعلق بتدريب الشخص المعوق عقليا على مهنة يمكنه من خلالها الاعتماد على ذاته في توفير الاحتياجات المادية وتحويله من عالة على المجتمع إلى أداة في البناء الاقتصادي.
أما الاتجاهات السائدة لدى مؤسسات التأهيل المهني الذي يتركز على المعوقين عقليا وتأهيلهم في بعض المهن التقليدية بحيث أصبح من الشائع بأن الفرص التأهيلية ً هي تلك المهن التي تعتمد بشكل مباشر على المهارات اليدوية والأشغال اليدوية كأشغال القش والخيزران والمكانس والنسيج وصناعة السجاد وإذا ما تمكن شخص من إتقان عمل أخر كان لا يسمح له بالعمل خارج إطار مؤسسات المعوقين .
وفي وقت لاحق أصبح المجال أوسع بقليل حيث دخل في إطار التدريب للمعوقين عقليا وإعاقتهم والتي تترافق مع صعوبات حركية عالية في استخدام العكازات والأدوات المساعدة حيث تم تخصيص مهن الخياطة والتطريز وبعض الإعمال الخشبية كالحفر على الخشب وبعض المهن التي لا تحتاج إلى حركة وتتطلب مهارة يدوية فقط حيث أدخلت حديثاً مهنة التجليد و التزين النسائي والرجالي.
ولكن لم يكن يسمح لهم بالعمل خارج إطار المؤسسات التي يتم تأهيلهم فيها حتى أن المؤسسات لم تكن لتفكر بتوفير فرص عمل لهم خارج إطار المؤسسة كون أن المجتمع لا يتقبل أن يعمل هؤلاء ضمن مؤسساتهم ليس لعدم إيمانهم بقدرات الأشخاص المعوقين فحسب بل بسبب النظرة السلبية العامة تجاه قضايا المعوقين بشكل عام وممارسة التمييز السلبي ضدهم حتى داخل إطار الأسرة ودائماً يبقى المعوقين ذهنياً هم الأكثر تضرراً في أي مجال.
وتعتبر مهمة مراكز التأهيل المهني في الجمعيات هي من أكثر الحلقات أهمية في عملية التأهيل إذ يجب أن يكون الشخص المعوق قد أنهى كل مراحل التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي ليدخل مرحلة التقييم المهني والذي يجب أن يوفر للشخص المعوق عدد من البدائل المهنية ليختار من بينها ما يتلاءم ورغباته وميوله وبما لا يتعارض مع قدراته.
وتبدأ الصعوبة الحقيقية في هذه المرحلة مع قرب إنهاء الفترة التأهيلية وعملية البحث عن فرصة عمل، حيث ما زال الوعي بقدرات الأشخاص المعوقين عقليا وإمكانياتهم في العمل والإنتاج أمراً مشكوكاً به من قبل المجتمع ففي كثير من الأحيان يتم استيعاب بعض الأشخاص في بعض المهن ليس من قبيل الإيمان بحق هؤلاء الأشخاص وإنما من باب الشفقة عليهم ومن باب الصدقة بحيث يتم استيعابهم في المؤسسة أو الشركة وبدون إسناد أي عمل حقيقي يتلاءم ومؤهلاتهم وقدراتهم على الإنتاج ومع مرور الزمن يصبح هذا الشخص يتلقى مجرد مساعدة مالية ، وهذا يعمل سلبياً في حياة الأشخاص المعوقين فبدلاً من أن يساعدهم في إعادة الاندماج الاجتماعي يقودهم في أغلب الأحيان إلى العزلة والاتكال على هذه الصدقة التي تقدم له.
وتبلغ نسبة البطالة بين صفوف المعوقين عقليا 99% وهذا عائد إلى نمطية النظرة السائدة لدى المجتمعات في ان المعوقين عقليا لا يمكن لهم ان يعملوا خارج إطار بعض المهن التي ذكرتها سابقاً وحتى من يتاح له فرصة التعلم والتأهل يحاول البحث عن عمل وبلا جدوى لأن إعاقته تقف حائلاً دون تقبل المجتمع له ولا يمنحه المجتمع أي فرصة لإثبات الذات وإثبات قدرته على العطاء والعمل وفي أغلب الأحيان يطلب من الشخص المعاق أن يبحث له عن عمل في إحدى مؤسسات المعوقين وإذا ما تعلم حرفة من الحرف تعرض للاستغلال في عمله فهو إذا ما عمل كأجير عند أحد الحرفيين فهو لن يتقاضى أجراً بمستوى ما يتلقاه السامعين ليس هذا فحسب وإنما يخضع لعملية التهديد والابتزاز إذا ما حاول تعديل وضعه أو المطالبة بحقوقه وكأن الأجر الذي يدفع له ما هو إلا صدقة من قبل رب العمل مع أن طاقته الإنتاجية قد تفوق الكثير من غير المعوقين.
ان أصحاب الإعاقة الذهنية هم الأقل حظاً بين المعوقين جميعاً في هذا الإطار وفي كافة أطر التأهيل، فالمؤسسات التأهيلية التي تقدم الرعاية لهذه الفئة تقدمها بنسبة لا تتجاوز 20% من مجموع المعوقين عقليا وتقدم فقط من سن 14 – 15 سنة وبعد ذلك يعاد هؤلاء لعائلاتهم وتتوقف خدمات التأهيل لأنهم يصبحون خارج إطار المحدد الزمني لعمل هذه المؤسسات وهناك مؤسسات ضئيلة جدا تقدم خدمات التأهيل المهني بعد هذا العمر ضمن مشاغل داخلية ويتعامل معهم كمنتفعين (متدربين) في هذه المؤسسات بحيث لا يدفع لهم أجر لقاء عملهم بل يعطون ما لا يتعدى المواصلات ومصروف الجيب القليل جداً والذي لا يتناسب وحجم العطاء الذي يقدمون ويبقى التعامل معهم هكذا حتى إما أن يتركوا العمل أو أن ينتهي بهم الأجل.
من جهة أخرى وقد ركزت البرامج على تهيئة المعوق عقليا تأخرا بسيطا والقابل للتعليم إعدادا تعليميا ومدرسيا ولكنها أهملت العناية بإعداد المتأخر عقليا تأخرا شديدا رغم انه قابل للتدريب والرعاية لأنه باعتقاد المهنيين انه غير قابل فكريا واجتماعيا ونفسيا لان يتحمل إي مهنه علما ان اغلب المهارات المهنية تتطلب مستوى معين من الإدراك والتكيف الاجتماعي غير ان هناك مهن بسيطة لا تتطلب الكثير من التركيز والتنسيق الحركي البصري ولا تتطلب وقتا أو تكاليف ومن الخطأ تبني القاعدة القائلة بان المعوق عقليا ميئوس منه وعاجزا عن القيام بأي عمل .
ان إمكانيات توظيف كفاءات المعوق واستثمارها تختلف باختلاف السوق المهنية فان متطلبات السوق تتراوح بين الأعمال المعقدة وبين الأعمال الميكانيكية الحركية البسيطة كالزراعة وتربية الحيوانات وصيد السمك.
وقد اعتمدت بعض المراكز والجمعيات في مجال توظيف المعوقين هذه الفكرة واستطعو ان يقدموا تجربه مميزه ذات اتجاهين :
1- الاعتماد على ان تكون إدارة الجمعية أو المؤسسة من أولياء الأمور أنفسهم وتوظيفهم.
2- تشغيل المعوقين والذين انهوا التدريب وتوظيفهم في مجال ما تدربوا إليه وتحويل المشاغل المهنية من مشاغل محمية إلى ورشات عمل إنتاجيه ومحاولة توظيف البعض في أمكان تجاريه مهنيه ومتابعتهم.
وان القينا نظره سريعة مختصره على تلك التجربة وايجابياتها نجد ان الموظفين لديهم الالتزام التام بالدوام المقرر وعدم تسجيل أي غياب أو تأخير وانجاز للعمل المطلوب بالشكل المناسب .
وقد اتحيت هذه التجربة للمعوقين الفرص على الالتحاق بالاندماج والتفاعل مع ذوي الأعمال المختلفة وتعوديهم على الإنتاج والنجاح دون الاعتماد على الآخرين .
ومن أماكن تدريب وتأهيل المعاقين عقلياً:
المدرسة أو المركز بحيث ننشئ أماكن خاصة كصف مثلاً لتدريب الأطفال المعاقين عقلياً على بعض الأعمال - مراكز خاصة للعمل يذهب إليها المعاقين عقلياً كأماكن التشخيص والتدريب - المشاغل المحمية - أماكن العمل ذاتها ( للراشدين ) من المعاقين عقلياً - وبعض المهن المناسبة للمعاقين عقليا مثلً :
الفنادق والمطاعم - خدمات السيارات- بعض أعمال البناء - خدمات النقل - غسيل الملابس وكيها- بعض أعمال النجار- أماكن بيع قطع ومتفرقات -مخازن .
ثانياَ : التأهيل التربوي للمعاقين عقليا :
وهي الطرق التربوية الرائدة والحديثة في تعليم المعاقين عقلياً فإن تربية الطفل المعاق عقلياً تقوم على أسس تربوية ونفسية واجتماعية وجسمية ، وذلك في ضوء خصائص نمو الأطفال جسمياً ونفسياً واجتماعياً وعقلياً وتتضمن الطرق الحديثة في تعليم المعاقين عقلياً مع الطرق الرائدة في التركيز على : تعليم المعاق عقلياً من خلال تنمية حواسه ومهاراته الحركية وإكسابه السلوك الاجتماعي المقبول وزيادة معلوماته وتنمية قدراته العقلية وحصيلته اللغوية من خلال الممارسة والمشاهدة اليومية وفي ضوء خصائص نموه العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي .
التأهيل التربوي للمعاقين عقليا في المملكة العربية السعودية:
استطاعت المملكة العربية السعودية في فترة زمنية وجيزة أن تنال قصب السبق في مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها مجال التربية والتعليم الذي توليه بلادنا اهتماماً بالغاً، ينسجم مع أهميته التي يكتسبها من كونه المجال الذي يعنى بالناشئة، الذين هم عماد مستقبل الأمة وثروتها الحقيقية.
وفي هذا الإطار حظيت الفئات الخاصة بعناية، ورعاية، واهتمام، ودعم غير محدود من لدن حكومتنا الرشيدة - رعاها الله - الأمر الذي جعل المملكة تتبوأ مكانة مرموقة بين دول العالم في مجال التربية الخاصة، وتضطلع بدور ريادي على مستوى المنطقة في مجال تطبيق الأساليب التربوية الحديثة، وفي مقدمتها أسلوب دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية بوجه عام وفئة الإعاقة العقلية على وجه التحديد .
وقد بدأ تعليم الفئات الخاصة في شكله النظامي عندما أصدر رائد التعليم الأول في بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - حينما كان وزيراً للمعارف، قراراً بإنشاء أول معهد للمعوقين، وتم افتتاح هذا المعهد، وهو معهد النور للمكفوفين بالرياض في 1380هـ / 1960م، ثم واصلت وزارة التربية والتعليم مسيرتها في افتتاح المعاهد لفئات التربية الخاصة ومنها عدد كبير من المعاهد للمتخلفين عقلياً في مختلف أنحاء المملكة.
وبالإضافة إلى هذه المعاهد سعت وزارة التربية والتعليم إلى الاستفادة من الأساليب التربوية المطبقة في المدارس العادية، رغبة منها في النهوض بمستوى الخدمات المقدمة .
ولعله لم يحظ موضوع تربوي بمثل ما حظي به موضوع (دمج ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية)، فقد كان - ولا يزال - محل اهتمام الأوساط التربوية في جميع أنحاء العالم، وانبرى الباحثون يتسابقون في إجـراء الأبحاث والدراسات - على اختلاف أنواعها - بغرض التعرف على مفاهيمه ومكوناته، وتعريفاته ومصطلحاته، وبرامجه وأدواته، ومراحل تطوره، والأسس والثوابت التي يقوم عليها، والأساليب التي بموجبها يتم تنفيذه، والعوامل التي تسهم في إنجاحه، وإيجابياته وسلبياته، وتأثيره ومؤثراته.
وهذه الدراسات متوفرة باللغة العربية واللغات الأجنبية، ولن يتم التطرق إلى أي منها لان ما يهمنا هو واقع التأهيل التربوي في المملكة ومقارنته بخارج المملكة ، حيث ان التركيز سينصب على التجربة العملية التي خاضتها المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وقطعت فيها شوطاً كبيراً لدرجة أن أعداد الطلاب الذين يستفيدون من خدمات التربية الخاصة في المدارس العادية أصبح يفوق كثيراً أعداد أولئك الذين يتلقون تلك الخدمات في معاهد التربية الخاصة والبرامج الملحقة بها , وأما عن تجربة وزارة التربية والتعليم بالمملكة في مجال دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية، وسوف نسلط الضوء على النقاط التالية التي سوف توضح لنا كيفية التأهيل التربوي للمعاقين عقليا :
إستراتيجية التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم: تحقيقاً لأهداف سياسة التعليم في المملكة التي نصت في موادها من (54-57)، ومن (188-194) على أن تعليم المتفوقين والمعوقين جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي بالمملكة، واستجابة للتطور السريع، والتوسع الكبير، اللذين يشهدهما مجال تربية وتعليم الفئات الخاصة في المملكة، وإدراكاً من الوزارة لحجم المشكلة التي تتمثل في أن حوالي (20%) من تلاميذ المدارس العادية - في أي بلد من بلدان العالم - قد يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة، وان نسبة انتشار الإعاقة العقلية وغيرها من الإعاقات في ازدياد فقد كشف عدد من الدراسات والإحصائيات بالسعودية أن حالات الإعاقة الذهنية في السعودية تبلغ 21.336 حالة، يمثل الذكور 59.4% منها. ويحتل التخلف العقلي المتوسط 53.3%منها، والتخلف العقلي الشديد 28.7%، والتخلف العقلي البسيط 11.8%، أما الأمراض العقلية فتمثل 6.2%.
وتمثل مرحلة المراهقة من سن 16 إلى 30، 40.8% من إجمالي الحالات البالغة 105.929 حالة، في حين تمثل المرحلة أقل من 5 سنوات إلى 15 سنة 36.5%، وتقل تدريجياً في المراحل من 31 إلى 45، حيث تمثل 16.2%، ثم أخيراً مرحلة من 46 إلى أكثر من 50 عاماً 6.5%., وإيماناً منها بأن المردود الذي سينجم عن تقديم تلك الخدمات للفئات المستفيدة لن يقتصر على تلك الفئات فحسب، بل سَيُحدث - بإذن الله - نقلة نوعية في العملية التربوية، ويترك أثراً إيجابياً على مخرجات التعليم في بلادنا.
فقد وضعت الأمانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة عام 1417هـ إستراتيجية تربوية ترتكز على عشرة محاور، وقد نص المحور الأول منها على تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال غير العاديين، في حين نص المحور الثاني على توسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة .
وتحقيقاً لأهداف هذه الإستراتيجية فقد تبنت الأمانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة عدداً من المشروعات الطموحة، يأتي في مقدمتها مشروع التوسع في تطبيق أسلوب دمج الأطفـال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة وكذلك الدرجة المتوسطة القريبة من البسيطة .
تعريف الدمـج:
بحكم الأهمية البالغة التي يحظى بها موضوع الدمـج التربوي على كافة الأصعـدة، وبحكم ما يتضمنه من مفاهيم تربويـة، ونفسيـة، واجتماعيـة، وفنية مختلفة , فقد ظهرت له تعريفـات كثيرة، لعـل من أبـرزها تعريف: KAUFMAN, GOTTLIEB, AGARD & KUKIC (1975); الذي يعتبر - على الرغم من قدمه - من أكثر تعريفات الدمـج شمولية وشيوعاً، فهم يرون أن المقصود بالدمـج "هو دمج الأطفال غير العاديين المؤهلين مع أقرانهم دمجاً زمنياً، تعليمياً، واجتماعياً، حسب خطة وبرنامج وطريقة تعليمية مستمرة تُقر حسب حاجة كل طفل على حدة، ويشترط فيها وضوح المسئولية لدى الجهاز الإداري والتعليمي والفني في التعليم العـام والتربية الخاصة" (الموسى، 1992( .
أما من الناحية الإجرائية فقد عرفته الأسرة الوطنية للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم (2000) على أنه "تربية وتعليم الأطفال غير العاديين في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة".
فوائـد الدمـج :
من خلال مراجعة مستفيضة للأدبيات في مجال الدمج التربوي، لخص الموسى (1992) أهم فوائد الدمـج على النحو التالـي:
1- إن الدمـج التربوي يتيح للأطفـال ذوي الإعاقة العقلية فرصة البقاء في منازلهم مع أسرهم طوال حياتهم الدراسية، الأمر الذي يمكنهم من أن يكونوا أعضاء عاملين في أسرهم وبيئاتهم الاجتماعية، كما يمكن هذه الأسر والبيئات الاجتماعية من القيام بالتزاماتها تجاه أولئك الأطفال.
2- يعمل الدمـج التربوي على الحد من المركزية في عملية تقديم البرامـج التعليمية، وهذا يهيئ الأرضية التي تمكن المجتمعـات المحلية من التأثير في مجريـات عملية تربيـة أبنائهم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، كما يتيح الفرصة أيضا للمؤسسات التعليمية المحلية المختلفة أن تستفيد من تجربة تربية هؤلاء الأبناء.
3-إن الدمج التربوي يشكل وسيلة تعليمية مرنة، يمكن من خلالها زيادة وتطوير وتنويع البرامج التربوية المقدمة للتلاميذ المعاقين عقليا .
4- إن البيئة الاندماجية تعمل على زيادة التقبل الاجتماعي للأطفال المعوقين عقليا من قبل أقرانهم غير المعوقين وبما ان درجة إعاقتهم بسيطة فلن يكون لديهم انحراف شديد بالنسبة للأطفال العاديين ، ومن ثم فإن التدريس لهم في الفصول العادية يمكنهم من محاكاة وتقليد سلوك الأطفال العاديين، فيزداد التواصل والتفاعل الاجتماعي معهم.
5- إن احتكاك الأطفال المعوقين بأقرانهم غير المعوقين في سن مبكرة يسهما كثيراً في تحسين اتجاهـات الأطفـال غير المعوقين نحو أقرانهـم المعوقين، كما يسهم أيضـاً في تحسين اتجاهات الأطفال المعوقين نحو أقرانهم غير المعوقين.
6- إن من شـأن الدمج التربوي أن يعمل على إيجاد بيئة اجتماعية يتمكن فيها الأطفال غير المعوقين من التعرف - بشكل مباشر - على نقاط القوة والضعف عند أقرانهم المعوقين مما يؤدي إلى الحـد، أو التخلص من أية مفاهيم خاطئة قد تكون موجودة لديهم وان جانب القصور بالنسبة للإعاقة العقلية بالدرجة البسيطة هو تدني بسيط في نسبة الذكاء ونقص في بعض مهارات التكيف الاجتماعي .
7- إن الدمـج التربوي يعمل على إيجاد بيئة واقعية، يتعرض فيها الأطفال ذوو الإعاقة العقلية إلى خبرات متنوعة، ومؤثرات مختلفة من شأنها أن تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحة واقعية عن العالم الذي يعيشون فيه.
8-إن الدمج التربوي، يعمل على تعميق فهم المربين للفروق الفردية بين الأطفال، كما يظهر للمتخصصين وغير المتخصصين على حد سواء، أن أوجه التشابه بين التلاميذ العادييـن وأقرانهم غير العاديين أكبر من أوجه الاختلاف.
أسلوب تنفيذ الدمـج :
يتم الدمج التربوي لفئات التربية الخاصة بشكل عام وفئة الإعاقة العقلية على وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية على طريقتين هما:
1- طريقة الدمج الجزئي:
وتتحقق من خلال استحداث برامج فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية، وقد أشار الموسى (1999) إلى أن هذا النمط من الخدمة يتضمن إلحاق الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ومن بينها فئة الإعاقة العقلية بفصل خاص بهم بالمدرسة العادية، حيث يتلقون الرعاية التربوية والتعليمية الخاصة بهم مع بعضهم في ذلك الفصل، مع العمل على إتاحة الفرصة لهم للاندماج مع أقرانهم العاديين في بعض الأنشطة الصفية، والأنشطة اللاصفية، وفي مرافق المدرسة.
وبرامج الفصول الخاصة على نوعين:
أ. فصول تطبق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الأطفال القابلين للتعلم من المتخلفين عقلياً.
ب. فصول تطبق مناهـج المدارس العاديـة , ولكن هذه الطريقة غير مناسبة لفئة الإعاقة العقلية , فهو يناسب صعوبات التعلم , العوق البصري والسمعي ....
2- طريقة الدمـج الكلي:
وتتم عن طريق استخدام الأساليـب التربوية الحديثة مثل، برامج غرف المصادر، وبرامج المعلم المتجول، وبرامج المعلم المستشار، وبرامج المتابعة في التربية الخاصة.
وقد عرف الموسى (1999) هذه الأنماط من تقديم خدمات التربية الخاصة على النحو التالي:
أ. برنامـج غرفة المصـادر:
هو أحد الأساليب التي بواسطتها تتم عملية دمج الأطفال فئات التربية الخاصة عموما وفئة المعاقين عقليا خاصا في المدارس العادية، وهو مفهوم تربوي يتضمن الركائز الرئيسة التالية:
1 - تخصيص غرفة في المدرسة العادية تكون ذات مستلزمات مكانية وتجهيزية وبشرية تحددها طبيعة خصائص واحتياجات فئة الإعاقة العقلية وغيرها من الفئات المستفيدة.
2 - إبقاء التلاميذ المعاقين عقليا وغيرهم من فئات التربية الخاصة في الصفوف الدراسية بالمدرسة العادية مع أقرانهم العاديين إن كانوا من الفئات الموجودة - أصلاً - بالمدارس العادية، أو الفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية.
-3 يتحتم على التلاميذ غير العاديين أن يقضوا - على الأقل - 50% من يومهم المدرسي في الصفوف الدراسية مع أقرانهم العاديين.
- 4 يتردد التلاميذ غير العاديين ومنهم فئة الإعاقة العقلية على غرفة المصادر للاستفادة من خدماتها حسب جدول تحدده متغيرات أهمها حاجة الطفل إلى خدمات التربية الخاصة، طبيعة عوق الطفـل، شدة عوق الطفل، الصف الدراسي الذي يدرس فيه الطفل، وغير ذلك من المتغيـرات التي يمليها الموقف التربوي على كل من معلم التربية الخاصة، ومعلم الفصل العـادي.
-5 قد يكون من الضروري تسجيل الأطفـال غير العاديين في المدرسة التي يوجد بها برنامـج غرفة مصـادر، أو تحويلهـم إليها إن كانوا من التلاميذ المسجلين في مدارس لا يوجد بها هذا البرنامج، الأمر الذي يستدعي ضرورة تأمين وسيلة نقل للتلاميذ بين المدرسة والمنزل .
ب. برنامـج المعلم المتجول:
هو أحد الأساليب التي بواسطتها تتم عملية دمـج الأطفـال غير العاديين في المدارس العادية، وهو مفهوم تربوي يتضمن الركائز الرئيسة التالية:
-1 تسجيل الأطفال في أقرب مدارس عادية إلى منازلهم، أو إبقـاؤهم فيها إن كانوا مسجلين بها فعلاً.
2- يتحتم على التلاميذ المعاقين عقليا أن يقضوا معظم يومهم المدرسي في الصفوف الدراسية مع أقرانهم العاديين.
-3 يقوم معلم متخصص في التربية الخاصة بالتجول في المدارس العادية التي يوجد بها تلاميذ المعاقين عقليا وباقي فئات التربية الخاصة بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة لهم، وذلك وفقاً لجدول تحدده متغيرات أهمها:
- عدد الطلاب الذين يتكون منهم عبؤه التدريسي.
- طبيعة احتياجات أولئك الطلاب.
- عدد المدارس التي يزورها.
- طول المسافات التي يقطعها.
- يكون مقره في قسم التربية الخاصة بإدارة التعليم، أو في إحدى المدارس التي يعمل بها.
- يحتاج إلى استخدام وسيلة نقل.
ج. برنامج المعلم المستشار:
هو أحد الأساليب التي بموجبها تتم عملية دمج الأطفال غير العاديين في المدارس العادية ، وهو مفهوم تربوي تقوم فكرته على الاستفادة من خدمات معلم متخصص في التربية الخاصة، يقوم بزيارات ميدانية للمدارس العادية التي يوجد بها تلاميذ غير عاديين ومن بينهم فئة المعاقين عقليا ، من شأنه في ذلك شأن المعلم المتجول، بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة التي تتمثل في النصح والمشورة لمعلمي الفصول العاديـة حول كيفية التعامل معهم ، وهو أيضا كالمعلم المتجول يكون مقـره في قسم التربية الخاصة بإدارة تعليم المنطقة، أو إحدى المدارس التي يعمل بها، كما يحتاج أيضاً إلى استخدام وسيلة نقل.
د- برنامـج المتابعة في التربية الخاصة:
وهذه البرامج يمكن تعريفها على أنها عبارة عن برامج موجودة لدى الأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم لمتابعة بعض الفئات التي لا تستفيد - حالياً - من خدمات التربية الخاصة ، وهو إجراء مؤقت ينتهي بمجرد استحداث برامج للتربية الخاصة في مدارس التعليم العام لتلك الفئـات.
نتائـج الدمـج :
نظراً لما لأسلوب الدمج من فاعلية تربوية واجتماعية ونفسية واقتصادية لجميع فئات التربية الخاصة وفي صددنا هذا فئة الإعاقة عقليا ، فقد أحدث نقلة كمية ونوعية هائلة في مجال تربية وتعليم هولاء الأطفال في المملكة، رغم قصر عمر تجربة المملكة في هذا المجال.
فمن حيث النمو الكمي ارتفع عدد معاهد وبرامج التربية الخاصة من (48) معهداً وبرنامجاً للبنين و التطور النوعي فيتمثل فيما يلـي:
1 - جاءت الزيادة المشار إليها آنفاً في عدد المعاهد والبرامج لصالح البرامج المستحدثة على حساب العاهد، إذ كان عدد المعاهد في العام الدراسي 1415/1416 (36) معهداً وكان عدد البرامـج في ذلك العام (12) برنامجاً، بينما أصبح عدد المعاهد في العام الدراسي 1423/1424هـ (38) معهداً، وأصبح عدد البرامج (1258) برنامجاً، وحتى الزيادة الضئيلة في عدد المعاهد تعود إلى تحول بعض المعاهد ذات المراحل المتعددة إلى أكثر من معهد.
ونتيجة لذلك أصبح عدد التلاميذ الذين يستفيدون من برامج التربية الخاصة في المدارس العادية من فئة الإعاقة العقلية يفوق كثيراً أعداد أولئك الذين يدرسون في معاهد التربية الخاصة والبرامج الملحقة بها.
2- والعمل جار على استحداث برامج جديدة لاستيعاب جميع الفئات التي تندرج في نطاق المفهوم الشامل الحديث للتربية الخاصة مثل ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة .
3 - تعددت أنماط تقديم خدمات التربية الخاصة في المملكة، فقد أصبح لدينا معاهد داخلية، ومعاهـد نهارية، وفصول خاصة ملحقة بالمدارس العاديـة، وبرامـج غرف مصـادر، وبرامج معلم متجول، وبرامج معلم مستشار، وبرامج متابعة في التربية الخاصة مما أدى إلى تلبية احتياجـات الأطفال المعاقين عقليا وباقي فئات التربية الخاصة .
4-على الرغم من الإقبال المتزايد على الاستفادة من التربية الخاصة نتيجة لازدياد الوعي الاجتماعي، وعلى الرغم من قبول الإسكان الداخلي لأعداد من فئات لم يسبق لها الاستفادة منها، إلا أن هناك اتجاهاً يشير إلى تناقص أعداد التلاميذ المقيمين فيه عاماً بعد آخر هذا بنسبة لجميع فئات التربية الخاصة وبتالي فئة الإعاقة العقلية .
التأهيل التربوي للمعاقين عقليا في دولة الصين :
طبقت الصين تجربة الدمج الأكاديمي والدمج الاجتماعي فيها , حيث عملت على دمج فئات الأطفال المعاقين عقليا , بحيث يلتحق الطلبة المعاقين عقليا في صفوف المرحلة الابتدائية وخاصة ذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة , و يتم دمج الأطفال المعاقين عقليا في المدرسة حيث تتوفر لهم التسهيلات المناسبة . كما تم تطبيق فكرة الدمج الاجتماعي في مجال السكن والعمل لفئة الأفراد المعاقين عقليا , حيث يعيش المعاقين عقليا مع جيرانهم من العاديين في نفس المناطق السكنية ويزاولون الأعمال الزراعية يوميا , وذلك بعد إعدادهم مهنيا لذلك .
ثالثَا : التأهيل النفسي :
التأهيل النفسي: هو عملية تقوم على علاقة متبادلة بين المرشد النفسي والمعوق وتكون هذه العملية في إطار برنامج التوجيه والإرشاد النفسي .
التأهيل النفسي للمعاق عقليا :
من المعروف أن حياة الإنسان عبارة عن تفاعلات مستمرة بين شخصيته والبيئة التي يعيش فيها والهدف من هذا التفاعل إيجاد التوازن والتوافق بين حالته الجسمية والنفسية والاجتماعية وبين ما تتصف به ظروف البيئة من صفات تؤثر في صحته ونفسيته وتعامله مع الآخرين وعندما يختل هذا التوافق مع البيئة بشكل كبير يصعب معه على الإنسان أن يواجهه بمفرده وعندها يحتاج إلى خدمات تساعده على إعادة التكيف والتوافق .
أهداف التأهيل النفسي للمعوقين:
1 - مساعدة الشخص المعوق على فهم وتقدير خصائصه النفسية ومعرفة إمكاناته الجسمية والعقلية والاجتماعية والمهنية.
2 - تخفيض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعوق وضبط عواطفه وانفعالاته.
-3 تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة.
4 - المساعدة في تنمية الشعور بالقيمة وتقدير الذات واحترامها والسعي إلى تحقيق أقصى ممكنة من درجات تحقيق الذات.
5 - تنمية وتطوير اتجاهات إيجابية نحو الحياة والعمل والمجتمع.
-6 تدريب المعوق على تصريف أموره وغرس ثقته بنفسه وبالآخرين.
أما أهم الخدمات التي تقدم للمعوقين في عملية التأهيل النفسي فهي:
خدمات الإرشاد النفسي: ومن أهم الأساليب المستخدمة في مجال خدمات الإرشاد النفسي :
التأهيل النفسي للمعاقين عقليا في المملكة العربية السعودية :
التاهيل النفسي :
من المعروف أن البيئات الشعبية خاصة في بلادنا تميل إلى تفسير الإعاقة بشكل عام، والإعاقة الذهنية خاصة تفسيراً بعيداً عن الواقع، لأن المدارك قاصرة، والصدمة عنيفة، والتفسير الوحيد المتاح في هذه البيئات هو التفسير الخرافي. والإعاقة في هذا التفسير تكون نوعا من العقاب الذي حل على الأسرة أو على هذا الطفل بالذات، والمعاق ذهنياً يبدو وكأنه ممسوس، أو خاضع للأرواح الشريرة.وهذه النظرة الخرافية، تحول بين المعاق وبين المجتمع عامة وإخوته وأسرته بشكل خاص، وتجعله كائنا مخيفا يتجنبه الجميع، وتعرضه لأنواع من الأذى والقسوة الشديدة، وتحرمه من عطف أسرته ومن الاتصال بالآخرين.
ومن الطبيعي أن تنعكس معاملة الأسرة لطفلها المعاق بهذه الطريقة على الأسرة نفسها، إذ يشعر أفرادها بالذنب لأنهم يعاملونه بهذه الفظاظة الوحشية، أو يشعرون بالنقص لأن لهم أبنا معاقا يطلقون عليه أسماء مهينة تعرضه للسخرية وتنتقص من قدره.وقد تبالغ بعض الأسر، خاصة الغنية، في تدليل أبنها المعاق وتعامله بطريقة تحرمه من الاعتماد على نفسه وتشعره دائما بالحاجة إلى غيره، وتشعر إخوته وأهله عامة بأنه عالة عليهم. وتكون النتيجة مماثلة لما تسببه المعاملة القاسية، وهى عزلة الطفل المعاق، وعجزه عن الاندماج. وفى كلتا الحالتين تلعب الثقافة التقليدية السائدة دورا سلبيا لابد من معالجته بثقافة أخرى وتقديم المعلومات الحقيقية والتفسيرات الصحيحة والإرشادات المفيدة للمجتمع عامة وللأسرة المعنية بشكل خاص , والتأهيل النفسي بالمملكة : بحاجة ماسة لتفسير موضوع للإعاقة وجعلها مفهومة واخرجها من إطار التفسيرات الخرافية. هذا التفسير الموضوعي هو الأساس الذي نبنى عليه برامجنا للتعامل مع الطفل المعاق من ناحية لمساعدته وتعليمه وتدريبه على الاندماج، وللتعامل من ناحية أخرى مع المجتم والأسرة والأخوة لمساعدتهم في التعامل بإنسانية وفهم مع الطفل المعاق وقبوله واحتضانه والتخلص مما يشعر نحوه بالذنب أو بالنقص .
التأهيل النفسي في دولة الإمارات العربية المتحدة :
يرى الباحثين ان رعاية المعوقين عقليا لا تقتصر على تقديم المعلومات الأولية في القراءة والكتابة والهجاء والمبادئ الأساسية في الحساب والمعلومات العامة التي لها وثيق الاتصال بحياتهم اليومية بل انه بجانب هذا الهدف التعليمي , يجب عدم الاستغناء عن خدمات المرشدين النفسين :وهي المواءمة الاجتماعية وهي ان نوجد من هؤلاء الأطفال القدرة على التكيف للمواقف المختلفة بطريقة فيها استقلال , خالية من الإشراف والتوجيه , معتمدين فيها على أنفسهم. ويتضمن هذا ان نساعد الطفل على التوافق دون ان يبذل مجهودا كبيرا كما نعلمه إلا تؤدى عملية التوافق الاجتماعي إلى تدخله في حياة الآخرين وإلا تتعارض مع مصالحهم الخاصة.
ويرون ان مشكلة الطفل المعاق عقليا في دولة الإمارات تعتبر مشكلة اجتماعية قبل ان تكون مشكلة تعليمية , ومن هنا نجد ان عبء إدارة فصل خاص بضعاف العقول يعتبر في حد ذاته مشكلة صعبة , وهذا ما يدعونا إلى القول بان مدرس التربية الخاصة يبذل مجهودا اكبر في إدارة فصله عن مدرس الفصل العادي.
ولذلك يحتاج المعاق ذهنيا إلى عمليات رعاية نفسية مستمرة. ومع أننا نؤمن بأهمية توفير هذه الرعاية لأنها أساسية لجميع الأطفال , إلا ان حاجة المتخلفين ذهنيا إليها تكون اشد من غيرهم لإزالة اثر الشعور بالاختلاف الذي يؤثر بشكل ضار على النمو النفسي والانفعالي والاجتماعي للطفل.
رابعا : التأهيل الاجتماعي :
وهو ذلك الجانب من عملية التأهيل الذي يرمي إلى مساعدة الشخص المعوق على التكيف مع متطلبات الأسرة والمجتمع.
هدف التأهيل الاجتماعي:
يهدف التأهيل الاجتماعي إلى مساعدة الشخص المعوق على التكيف الاجتماعي ليستطيع أن يندمج ويشارك في نشاطات الحياة المختلفة في المجتمع وذلك من خلال الوسائل والخدمات المختلفة التالية:
خدمات التأهيل الاجتماعي:
أ- مؤسسات التربية الخاصة ورعاية وتأهيل المعوقين.
ب- المستشفيات.
ج- المدارس العادية.
د- مديريات ومكاتب التنمية الاجتماعية في المحافظات والألوية.
التأهيل الاجتماعي لشديدي الإعاقة:
1 - الإيواء الكامل الذي يتضمن السكن والمأكل والملبس.
-2 الرعاية الصحية والطبية.
-3 الرعاية النفسية.
-4 الرعاية الاجتماعية وشغل وقت الفراغ.
-5 التأهل الاجتماعي كالعلاج بالعمل وبالتدريب على خدمة أنفسهم بأنفسهم أن أمكن ذلك.
أما المشكلات الناتجة عن الإعاقة:
-1 المشكلات الاقتصادية:
تتسبب الإعاقة في الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تدفع المعوق إلى مقاومة العلاج أو تكون سبباً في انعكاس المرض ومنها:
أ- تحمل الكثير من نفقات العلاج.
ب- انقطاع الدخل أو انخفاضه.
ج- قد تكون الحالة الاقتصادية سبباً في عدم تنفيذ خطة العلاج.
-2 المشكلات الاجتماعية: ومنها
أ- المشكلات الأسرية.
ب- المشكلات الترويحية.
ج- مشكلات الصداقة.
د- مشكلات العمل.
3 - المشكلات التعليمية:
والمشكلات التي تواجه العملية التعليمية هي:
أ- عدم توفر مدارس خاصة وكافية للمعوقين على اختلاف أنواعهم.
ب- الآثار النفسية السلبية لإلحاق الطفل المعوق بالمدارس العادية.
ج- شعور الرهبة والخوف الذي ينتاب التلاميذ عند رؤية المعوق.
د- تؤثر بعض العاهات في قدرة المعوق على استيعاب الدروس.
هـ- بعض حالات الإعاقة كالمقعدين والمكفوفين تتطلب اعتبارات خاصة لضمان سلامتهم خلال توجيههم أو تواجدهم بالمدرسة.
4 - المشكلات النفسية.
هناك مجموعة من السمات لخصها د.كليمك في الآتي:
أ- الشعور الزائد بالنقص.
ب- الشعور الزائد بالعجز.
ج- عدم الشعور بالأمن.
د- عدم الاتزان الانفعالي.
هـ- سيادة مظاهر السلوك الدفاعي.
-5 المشكلات الطبية :
أ- عدم توفر الأسباب الحاسمة لبعض أشكال الإعاقة.
ب- طول فترة العلاج الطبي لبعض الأمراض كأمراض الوزن والقلب والسكر.
ج- عدم انتشار مراكز كافية للعلاج المتميز للمعوقين.
د- عدم توفر المراكز المتخصصة للعلاج الطبي.
تأهيل المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة :
يعد الاهتمام بفئة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة هدفاً رئيساً في أجندة حكومة أبو ظبي الرشيدة والذي استمدت منه مؤسسات الدولة رؤيتها, حيث ترجمتها قطاعات ذوي الاحتياجات الخاصة إلى برامج فاعلة على أرض الواقع حيث سعى من خلال هذه البرامج إلى تنمية اتجاهات مجتمعية إيجابية نحو الفئات الخاصة بالدرجة الأولى ومن ثم الرقي بمستوى الخدمات المقدمة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً للممارسات العالمية الأكثر فاعلية.
إن قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة هو القطاع الأكبر في مؤسسات الرعاية الإنسانية حيث تدير مجموعةً من مراكز الرعاية والـتأهيل الحكومية وغيرها من المرافق الخدمية المتخصصة التي تقدم أفضل ممارسات التعليم والتدريب والتأهيل المعترفة عالمياً وتقديم الخدمات التربوية والعلاجية والتأهيلية , وتزويد المراكز بجميع الأجهزة والأدوات الأزمة لتأهيل المعاقين عقليا ,و تطوير الكوادر العاملة وإدخال البرامج التاهيلية الحديثة , ونشر الوعي بين فئات المجتمع بقدرات هذه الفئة واحتياجاتها والمشاكل التي يواجهونها وتقضي عدم التكيف الملائم مع البيئة .
وترتبط المراكز بقاعدة متينة من العلاقات الوثيقة والشراكات الفاعلة مع مختلف الجهات والشرائح المحلية والإقليمية والعالمية, حيث استطاعت المراكز كسب ثقة هذه المحافل نتيجة لجهود الرائدة في مجال الرعاية والتأهيل و التي تصبو جميعها إلى تحقيق مبدأ الدمج الشامل لأبنائنا من ذوي الإعاقة على كافة الأصعدة.
وتتمثل مهام لإدارة المركزية التي تتولى إدارة المراكز من حيث إيجاد وتطوير الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة والإشراف عليها وإعداد الخطط الإستراتيجية الخاصة بالمراكز والإشراف على تنفيذ الخطط التشغيلية ومن باب التطوير فقد ربط القطاع نفسه بأفضل الممارسات العالمية من خلال إيجاد شريك على مستوى عالمي يساهم في تطوير الخدمات والمتمثلة بخدمة التقييم الشامل وخدمة التدخل المبكر وخدمة التعليم الأكاديمي وخدمة العلاج وخدمة التدخل المبكر وغيرها من الخدمات .
كما يوجد مبادرات ثمينة ذات تأثير مباشر على خدمة المجتمع والمساهمة في جعل إمارة ابوظبي خاصة إمارة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة وجعل دولة عامة رائدة في مجال التربية الخاصة ومنها مبادرة إطلاق المشروع الوطني لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وفئة الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة على وجه التحديد برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس الاتحاد النسائي العام و الذي يستهدف جميع مؤسسات إمارة ابوظبي الحكومية والخاصة ويشجعها على تبني أفضل المعايير المعترفة في خدمة المعاقين. كما اهتمت الدولة باستقطاب أفضل الخبرات العالمية من المؤسسات الأكاديمية المرموقة لتطوير آلية العمل وتقنينه. وتجدر الإشارة إلى مبادرة الإمارة باستحداث خدمة جديدة وهي خدمة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أفرد لها وحدة خاصة يتبنى فريقها الاستشاري متعدد التخصصات عملية توظيف المعاقين ضمن المؤسسات الحكومية والخاصة إضافةً إلى المساهمة في تطبيق بنود التهيئة البيئية بأفضل المعايير العالمية في جميع مؤسسات الإمارة.
إضافةً إلى توفير مراكز لترفيهه وقد أنشئت ناديين رياضيين لذوي الإعاقة في كلٍ من أبو ظبي والعين بحيث يساهمان بشكلٍ مباشر في تفعيل المشاركات الرياضية وتنظيم البطولات العالمية والمحلية للطلاب من ذوي الإعاقة العقلية على كافة المستويات وغيرها من الفئات .
ومن بعض النماذج على التأهيل الاجتماعي في دولة الإمارات :
• التدخل المبكر:
تعتبر خدمة التدخل المبكر خدمة تأهيلية وتعليمية تقدم لجميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المواطنين في دولة الإمارات منذ الميلاد حتى سن خمس سنوات ومنهم فئة الإعاقة العقلية . وتقوم على مبدأ تدريب الأطفال من ذوي الإعاقة في صورة مبكرة حتى لا تتحول الإعاقة إلى عجز كما تقوم بتدريب الأمهات وتأهيلهن للتعامل مع أطفالهن. حيث تساهم هذه الخدمة في نشر ثقافة التدخل المبكر والعمل على رفع مستوى وعي المجتمع نحو تقبل الأطفال من ذوي الإعاقة منذ الصغر ليصبحوا فئة فاعلة في المجتمع فيما بعد. وتقدم هذه الخدمة في وحدتي التدخل المبكر في أبو ظبي والعين.
• التعليم الأكاديمي :
وهي خدمة متخصصة تقوم على مبدأ تفريد التعليم للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وإعداد الخطط التربوية الفردية لكلٍ منهم و تقدم هذه الخدمة في جميع مراكز الرعاية والتأهيل والهدف تحضير بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وفئة الإعاقة العقلية القابلة لتعليم من الالتحاق بمدارس التعليم العام من خلال إتباع المناهج المعتمدة في مجلس أبو ظبي للتعليم بينما يتم تدريب الطلاب الآخرين وإكسابهم مهارات متعددة في مختلف مجالات التعليم والحياة اليومية. ومن باب اهتمام الدولة بمستوى التعليم المقدم للطلاب ونوعيته فقد قامت بعض المؤسسات مؤخراً بإيجاد منهج إلكتروني مقنن يخدم الفئات الأشد إعاقة من ذوي التحديات العقلية الشديدة وغيرها من الفئات وتقدم خدمة التعليم الأكاديمي في جميع مراكز الرعاية والـتأهيل التابعة للدولة
, وتبدأ خدمات التأهيل بعد تحويل الطالب إلى وحدة التقييم الشامل وإجراء الاختبارات السيكومترية اللازمة له يتم اختيار البديل التعليمي الأنسب للطالب بناءً على نتائج تقييمه حيث يتم تسجيله رسمياً في قيد المراكز ويلتزم بعدها بدوام رسمي نهاري يومي.
التأهيل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية :
كبداية ان خدمات التأهيل الاجتماعي جيدة ولكنها تحتاج لمزيد من الخدمات للمجتمع والمعاق للوصول إلى اقصى تكيف واستقلالية في المجتمع .
وكمثال لهذا التأهيل إدارة التأهيل الاجتماعي :
تتمثل أهداف إدارة التأهيل الاجتماعي في توفير الخدمات التي تقدم من خلال هذه الإدارة لفئة المعوقين عن طريق التأهيل الاجتماعي لحالات شديدي الإعاقة من الجنسين بإيواء من يحتاج منهم إلى ذلك في مراكز متخصصة بسبب شدة إعاقاتهم أو تعددها وعجز الأسرة عن رعايتهم.
وتختص مراكز التأهيل الاجتماعي بإيواء حالات المعوقين وبالنسبة لفئة الإعاقة العقلية هي فئات شديدي الإعاقة غير القابلين للتأهيل المهني نتيجة شدة الإعاقة أو ازدواجية الإعاقات. وعدد مراكز التأهيل الاجتماعي في المملكة ثلاثة مراكز تهتم بالمعاقين وفئة الإعاقة العقلية المتوسطة والشديدة على وجه التحديد.
أما الخدمات التي تقدم في مراكز التأهيل الاجتماعي :
-1 الإيواء الكامل الذي يتضمن المسكن والمأكل والملبس.
2 -الرعاية الصحية الكاملة العلاجية والوقائية، وتوفير العلاج الطبيعي المتكامل والتعاون مع المستشفيات المتخصصة في إجراء الفحوص الدقيقة والشاملة وإجراء العمليات المطلوبة.
3- الرعاية النفسية.
4- الترويح وشغل أوقات الفراغ.
5- العلاج بالعمل.
6- العلاج الوظيفي.
7- جميع ما يحتاجه المعوق من خدمات وعناية خاصة.
خامساَ: التاهيل الطبي :
التأهيل الطبي هو إعادة الشخص المعوق إلى أعلى مستوى وظيفي ممكن من الناحية الجسدية و العقلية عن طريق استخدام المهارات الطبية للتقليل من العجز أو إزالته إن أمكن.
هدف التأهيل الطبي:
إن الهدف الرئيسي من خدمات التأهيل الطبي هو تحسين أو تعديل الحالة الجسمية أو العقلية للمعوق بشكل يمكنه من استعادة قدرته على العمل والقيام بما يلزمه من نشاطات الرعاية الذاتية في الحياة العامة.
خدمات ووسائل التأهيل الطبي:
-1 العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية.
-2 العمليات الجراحية.
-3 العلاج الطبيعي.
4 -العلاج المهني.
5 - الأجهزة التأهيلية المساعدة.
التعاون الطبي – المهني:
إن هذا التعاون ضروري للأسباب التالية:
1- أنه يتيح معالجة جميع جوانب مشكلة الشخص المعوق بطريقة منهجية وناجحة.
-2 أنه ييسر اللجوء إلى كافة الخدمات و الخبرات المتاحة و الضرورية في الوقت المناسب.
3- أنه يمكّن من تحديد الأشخاص المعوقين الذين يكونون في حاجة إلى التأهيل المهني.
4 -أنه ييسر الحصول على المشورة الطبية في أي مرحلة من مراحل التأهيل المهني.
- 5 أنه يمكن من بدء التأهيل المهني في أسرع وقت ممكن.
6 - أنه يسهل تحقيق الشفاء في أقصر فترة ممكنة.
ويهدف إلى ما يلي:
-1 وقاية العمال من أي مخاطر صحية قد تنشأ من عملهم.
-2 المساهمة في تكيف العمال البدني والعقلي.
-3 المساهمة في الوصول إلى أعلى درجة ممكنة من الرفاهية الجسدية والعقلية للعمال والمحافظة عليها.
التأهيل الطبي للمعاقين عقليا في دولة الإمارات العربية المتحدة:
لقد أكد التقرير السنوي للأمم المتحدة للعام 1998 أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد جاءت في مركز متقدم من حيث الجهود التي بذلتها لتوفير الرعاية الصحية لمواطنيها أما بالنسبة لخدمات الصحة والوقاية فقد شملت مظلة خدمات الطب الوقائي برنامج مراقبة ومكافحة الأمراض السارية وذلك عن طريق التطعيم والتطهير الكيميائي ومراقبة المخالطين والكشف المبكر عن الأمراض والتوعية والتثقيف الصحي بالتعاون مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة. هذا وقد لوحظ الاهتمام بالنواحي الصحية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً باعتبارهم شريحة هامة في المجتمع المحلي إضافةً إلى أنه انعكاس واضح عن مدى الاهتمام الإنساني والتكافل الاجتماعي بهذه الفئة من الأفراد ومن ضمنها فئة الإعاقة العقلية .
وقد اهتمت الدولة بتميز بالكفاءة في تحقيق أهداف وآمال فئاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة وقدمت خدمة الرعاية الصحية والتي قامت باستحداثها مؤخراً في جميع مراكزها التابعة وإفراد طاقم متخصص للإشراف عليه بالتنسيق والشراكة التامة مع الخدمات العلاجية الخارجية حيث سعت الدولة إلى توفير كادر طبي و تمريضي متخصص وعلى قدرٍ عالٍ من الكفاءة و الخبرة الطبية والتمريضية لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية المبنية على الأدلة والبراهين لتعزيز الوضع الصحي لفئة الإعاقة العقلية وتشتمل خدمة العلاج المقدمة :
• العلاج الطبيعي ويشمل (العلاج اليدوي والعلاج المائي والعلاج بالاجهزة الكهربائية والتدليك والعلاج الحسي ).
• العلاج الوظيفي ويشمل (التكامل الحسي والتدريب على مهارات الحياة اليومية - وحدة الخدمات العلاجية المتنقلة .
وسوف يفتح قسماً خاصاً للعناية الدائمة بفئة ذوي الإعاقة عامة وفئة الإعاقة العقلية على وجه الخصوص في مستشفى المفرق، سيستوعب 80 مريضاً من الرجال والنساء .وافتتح مركزاً خاصاً ومستقلاً لعلاج بالخيول لجميع فئات الإعاقة ومنها الإعاقة العقلية وتكون كعلاج طبيعي لهم وأيضا سوف تكون ترفيهياً ونفسياً للطلبة في الوقت نفسه، مؤكدة تعامل المركز مع كل حالة حسب طبيعتها, بحيث وجدت دراسات تؤكد ارتباط ذوي الإعاقة بالخيول وتحسن حالات معالجة عن طريق الخيول. وسيستفيدون منه 1200 طالب وطالبة في وجود 21 حصاناً مدربة لهذا الغرض، ومدربين من داخل وخارج الدولة لديهم خبرات كبيرة في هذا المجال .
التأهيل الطبي في المملكة العربية السعودية :
يوجد تدني في مستوى الخدمات الطبية بحيث ان العلاج الوظيفي والطبيعي لا يوجد لديه اختصاصيون يشرفون على هذا النوع من الخدمات , مع ان الدراسات أشارت إلى وجود الخدمتين ولكن بنسب متدنية جدا, وقد يحتمل وجود بعض الخدمات ولكن بشكل غير رسمي أو غير مباشر من خلال أنشطة التربية الرياضية أو الفنية , ويجب لفت الانتباه ان الخدمات الطبية والوقائية على وجه الخصوص في تطور مستمر .
سادساَ : التأهيل المجتمعي :
أن تقدم أي مجتمع يقاس بمدى اهتمامه ورعايته وتوجيه وإرشاد فئاته الخاصة، فكان إعلان حقوق الإنسان الذي صدر من هيئة الأمم المتحدة في أواخر القرن العشرين نقطة تحول هامة في اتجاهات المجتمعات ، فحلت النظرة الاجتماعية الإنسانية محل النظرة الاقتصادية وأصبحت الدعوة لرعاية المعاقين ذهنيا ، وتأهيلهم اجتماعيا تهدف إلى أن يعود هؤلاء المعاقون أفراد مندمجين في مجتمعاتهم يتمتعون بالكرامـة والسعادة وحقوق المواطنـة كغيرهم من بني وطنهم سواء بسواء . وتعريف التأهيل المجتمعي : إسهامات الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والأفراد في مجال خدمة المعوقين فالتأهيل المرتكز على المجتمع بمثابة استراتيجيه في إطار تنمية المجتمع المحلي ويهدف إلى تحقيق التأهيل وتكافؤ الفرص والاندماج الاجتماعي لجميع الأشخاص المعوقين وينفذ من خلال الجهود المتضافرة للمعوقين أنفسهم ولأسرهم ومجتمعاتهم المحلية ويختص بدراسة كافة ما يتعلق بمراكز الرعاية النهارية والمنزلية أو مراكز الـتأهيل او المشاريع التي يتم إنشاؤها أو الإشراف عليها من قبل القطاع الخاص سواء كان هذا القطاع منشأة فردية أو جمعية خيرية أو لجنة أهلية.
التأهيل المجتمعي للمعاقين عقليا في المملكة :
تنهض الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية بمسؤولياتها وتقدم إسهامات رائدة ومتميزة في مجالات العمل الأهلي الخيري والتطوعي مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى التكافل ويحث على فعل الخير والبر والإحسان ومد يد العون إلى المحتاجين.
وتحظى هذه الجمعيات بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها لتمكينها من تقديم خدماتها التي تسير جنباً إلى جنب مع خدمات الدولة وتعمل تحت إشرافها ورعايتها ودعمها.
ولقد امتدت إسهامات الجمعيات الخيرية إلى:
(1) مساحة الخدمات الاجتماعية وأعمال البر المختلفة التي يمكنها من خلالها أن تقوم بأعمالها الموكلة إليها وتؤدي مهامها المنوطة بها وفق ما رسم لها من أهداف.
(2) الإسهام الفاعل في خدمة فئة المعوقين تمشياً مع ما ورد في النظام الأساسي للحكم في مادته (37) التي ورد ضمنها ما نصه "تشجيع الأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية".
وقد نالت الجمعيات الخيرية حظاً وافراً من الدعم المادي والمعنوي من الدولة والمواطنين على حد سواء، مما أتاح لها فرص الانطلاق والسير بخطوات ثابتة وجادة وحثيثة آت ثمارها الملموسة بحمد الله.
هذه الجمعيات تقدم برامج خدمية متنوعة ومشروعات اجتماعية ونشاطات دينية وثقافية وصحية وتربوية مختلفة، وقد أولت الجمعيات الخيرية رعاية المعاقين عقليا وتعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم عناية خاصة، وسعت إلى مساعدتهم على ممارسة مهامهم ليكونوا أعضاء نافعين مشاركين في مسيرة المجتمع كل حسب قدراته وإمكاناته بعد توفير فرص العيش الكريم لهم، واستطاعت الجمعيات الخيرية القيام بإنجازات متعددة في هذا المجال. بل إن من هذه الجمعيات ما أنشئ حصراً لخدمة المعوقين بفئاتهم المختلفة ورعايتهم وتأهيلهم فانتشر هذا النمط من الجمعيات في مناطق ومدن مختلفة من المملكة إلى جانب جمعيات أخرى برزت في مجال خدمة المعوقين ورعايتهم وتأهيلهم.
التأهيل المجتمعي للمعاقين عقليا في دولة الإمارات :
لقد لوحظ اهتمام دولة الإمارات بفئة التربية الخاصة بشكل ملحوظ مما أدى إلى تكيف فئات التربية الخاصة وبالتالي تطور مخرجات وقدرات فئة الإعاقة العقلية والاستفادة منهم في قطاعات الدولة وتوفير لقمة العيش والاستقلالية لهم مدى الحياة ,و يعود ذلك إلى تعاون كافة قطاعات الدولة وأفراد المجتمع نفسه من حيث تقديم التوعية والبرامج وفتح المراكز وتوفير فرص العمل التي تقف جنبَا إلى جنب مع جهود الدولة , وسنعرض مثالا على التأهيل المجتمعي في دولة الإمارات مركز نور الخيري الذي حصل على شهادة الآيزو ISO 9001:2008 في الخدمات التي يقدمها المركز والتي تتضمن التربية والتأهيل والعلاج للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم فئة الإعاقة العقلية من خلال التدريب والتدخل والتقييم الدوري.
وبهذه المناسبة قالت إسفانا الخطيب، مديرة مركز النور لتدريب و تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:" تأتي هذه الشهادة تكريماً لالتزامنا بتحقيق رضاء كامل لهذه الفئة من المجتمع، ونسعى دوماً للارتقاء بمستوى العمل من أجل توفير كافة الخدمات التي تلبي احتياجات هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ونحن سعداء للغاية كوننا المركز الأول في المنطقة الذي يحصل على شهادة بمستوى الخدمة الممتازة التي يقدمها ".
نبذة عن مركز النور:
مركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو مؤسسة غير ربحية , وعلى مدى السنوات ال 31 الماضية، قام مركز النور بتوفير تدريب عالي الكفاءة لمجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي. وكانت بداية مركز النور في عام 1981 حيث بدأً ب8 أطفال معاقين عقليا ، وتوسع المركز منذ ذلك الحين ليستوعب الآن 300 طالب وطالبة.
ويمكن للمركز استيعاب ما يصل إلى 300 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولدينا حالياً حوالي 273 طفلاً من أكثر 35 جنسية ممن يعانون من الإعاقات المختلفة أما عن فئة الإعاقة العقلية فيتم العناية بمتلازمة داون، الشلل الدماغي ومتلازمة الريت على سبيل المثال , ويستخدم النور منهج شامل لتنفيذ برامجه التدريبية, وبالإضافة إلى التدريس حيث يتميز في المنطقة بخدماته التعليمية للمعاقين عقليا فئة القابلين لتعليم ومن ثم يقدم لهم خدمات تدريبية على المهنة المناسبة ، ويقدم المركز أيضا العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق واللغة، والخدمات النفسية والرياضة، والموسيقى, ويوجد في المركز أيضا وحدة التوظيف الخاصة بتدريب الطلاب لإيجاد فرص العمل لاحقاً.
ومن خدماته سمايلز ان ستاف : وهو متجر للهدايا ومقهى النور تابع لقسم التدريب المهني، وهو الأول من نوعه في الخليج، حيث أن جميع المنتجات الموجودة في المتجر تم صناعتها على يد طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والهدف من وحدة التدريب المهني هو تدريب الأطفال فئة الإعاقة العقلية وغيرها من الفئات وتحسين قدراتهم ليكونوا منتجين في المجتمع، ويتم تدريبهم في كل من النجارة، والخياطة، والخبز، والطباعة، كم تساعد هذه المبادرة برفع الوعي وجمع التبرعات للمركز.
وتهدف وحدة التدريب المهني لتدريب الطلاب في جميع مستلزمات المهنة، والتي تشمل ليس فقط التدريب الشامل في الأنشطة ذات الصلة مهمة ولكن أيضا لغرس السلوكيات المقبولة التي يمكن تعميمها في أي حالة عمل.
ويوفر برنامج تدريب مناسب في المجالات التالية:
• النجارة.
• خياطة .
• طباعة الشاشة.
• مخبز.
ختاماَ : وبعد عرض واقع التأهيل بأنواعه الستة والحمد الله أني قد وفقت في ذكر واقع التأهيل في مملكتنا الحبيبة , وجوانب القصور فيها وكل ماتمناه ألان سد هذه الجوانب والاستفادة من قدرات المعاقين عقليا قدر الإمكان وزيادة الوعي المجتمعي بذوي الإعاقة الذهنية، والتركيز على القدرات التي يملكونها ، ومحو الاتجاهات السلبية السائدة عنهم والتأكد من مدى تكيف المعاق مع بيئته وبيئة العمل ، ومساعدته في حل المشكلات التي تعترض نموه وتطوره وعلى الرغم من أن نسبة المراهق هي الأعلى من بين أعمار المعاقين الموجودين بالسعودية، إلا أنهم الأقل نصيباً من الاهتمام واستثمار طاقاتهم، خاصة فئة المعاقين ذهنياً الذين أصبحوا سجناء في منازلهم. وفي محاولة لتسليط الضوء على بعض حالات المراهق الخاص، قامت "الوطن" بزيارة عدد من الأسر التي تضم مراهقاً خاصاً.
وقد أشارت السيدة عبير إلى أنها تحرص دائماً هي وغيرها على توضيح الرأي المعاكس للمسئولين، فتوضح أنه عندما بدأت علامات البلوغ تظهر على ابنها أحمد، شعرت أن لديه طاقة زائدة وفي نفس الوقت قرر المركز المتخصص الذي يلتحق به أحمد الاستغناء عنه لأن عمره 17 عاماً. وتضيف أم أحمد أنه في الوقت الذي شعرت بأن ابنها يحتاج إلى من يوجهه كغيره من المراهقين تجده حبيس المنزل، لهذا تشير إلى أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ممن يعاني من الإعاقة العقلية عندما يصلوا إلى سن المراهقة يصبحون مهملين تماماً من كافة قطاعات الدولة، وتضيف أن كثيرا من المتخصصين ينصحونها بأن ترسل ابنها إلى أحد المراكز المتخصصة الموجودة في الأردن أو مصر أو حتى أمريكا إلا أنها تستنكر ذلك، فلماذا يغيب ابني عني لمجرد أنه معاق ذهنياً في حين أن الدولة أحق بخدمته من أي مكان آخر فهو من مواطنيها الذين لهم حق في جميع الخدمات.
وتطالب أم أحمد بإيجاد أندية خاصة بهم تضم مدربين متخصصين حتى تطمئن عليه كما تطالب بإيجاد متخصصين في التأهيل المهني لكي تعلم ابنها مهنة تنفعه وتحقق له دخلاً ولو بسيطاً، وتؤكد أن المراكز الخاصة تطلب من الأهالي مبالغ كبيرة لكي تقبل أولادها وتعتقد أن أهالي الأطفال المعاقين ما هم إلا دجاجة تبيض ذهبا للمراكز الخاصة.
ويهمني التركيز هنا على ان تطور التربية الخاصة وخدمات التأهيل المقدمة في المملكة في تطور مستمرة وبإذن الله سوف نتلافى هذه المشاكل وستكون المملكة من الدول الرائدة في هذا المجال .
أما عن واقع التأهيل في خارج المملكة فهو أيضا لديه جوانب قوة وضعف , ومستوى الخدمات المقدمة ممتازة , وقد لبى عدة احتياجات , ونمى مجموعة قدرات , والحمد الله قد وصل إلى استقلالية مئات المعاقين عقليا , وما ينقصه هو تكاتف جميع قطاعات الدولة وجميع أفراد المجتمع .
وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع المهم لجميع فئات التربية الخاصة بل المجتمع بأكمله , و لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه وأخيراً ما أنا إلا بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت قد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عز وجل.
المراجع ..
اسم الكاتب / المؤلف : مهدي محمد القصاص
http://manar-se.net/play-12354.html
مجلة كلية التربية , العدد العشرون , العدد(2) , 1996 مقال من
كتاب الإعاقات العقلية , ل أ / د : عبد الله محمد , دار الرشاد للنشر والتوزيع , الطبعة الأولى
أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة / موسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة / صحيفة الشرق / المنتدى
. السعودي لتربية الخاصة / مركز نور لذوي الاحتياجات الخاصة / مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية / منتدى الإمارات
:روابط في مجال البحث
http://forum.stop55.com/29789.html
http://www.azamn.com/iqtisad/?p=3634
http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=19&id= http://st-takla.org/Coptic-Service-Corner/Serving-Disabled/09-Menthttpally-Retarded.html
http://forum.stop55.com/117321.html
http://aljobran.net/vb/t71.html
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}
الشكر والتقديــر ..
الحمد لله العلي القدير الذي أعانني على إتمام هذا العمل المبارك واسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأصلي وأسلم على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أتقدم بوافر الشكر والتقدير وجزيل العرفان إلى الأستاذة الدكتورة/ لبنى المشرفة على هذا البحث وكانت لآرائها السديدة ونصائحها المفيدة وإرشاداتها النافعة الأثر الكبير في إخراج هذا البحث كما أتقدم بوافر الشكر والتقدير لجامعة الملك عبد العزيز , وقد كانت مشكلة البحث الوحيدة هي عدم توفر مراجع عن موضوع البحث ولان عنوان البحث يعتبر من المواضيع الحديثة ولكن بعد توفيق الله قد جمعت المعلومات من بعض الكتب ومصادر الانترنت ومن الواقع الملموس في دولتنا الحبيبة وبعض الدول المجاوره . ...
اسأل الله العلي القدير أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل.
المــقــدمـــة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
تعد الإعاقة العقلية من المشكلات الخطيرة التي يمكن أن تواجه الفرد، والتي يمكن أن يتمثل أثرها المباشر في تدني مستوى أدائه الوظيفي العقلي وذلك إلى الدرجة التي تجعله يمثل وجهاً أساسياً من أوجه القصور العديدة التي يعاني منها ذلك الفرد حيث أن الجانب العقلي رغم ما يعانيه مثل هذا الفرد من مشكلات متعددة يُعد هو أصل الإعاقة التي يعاني منها، والتي تترتب عليها مشكلات عديدة في جوانب النمو الأخرى، وفي غيرها من المهارات المختلفة التي تعتبر ضرورية كي يتمكن الفرد من العيش والتعايش مع الآخرين وتحقيق التوافق معهم، والتكيف مع البيئة المحيطة .
ومما لا شك فيه أن هناك أنماطاً متعددة للإعاقة العقلية بمعنى أن الأمر لا يقف عند حدود نمط واحد بعينه تشير إليه مثل هذه الإعاقات وتعكس، بل يتخطاه إلى ما هو أكثر من ذلك، فتعدد مثل هذه الأنماط وإن ظلت هناك أنماط ثلاثة رئيسية تُعد الأكثر انتشاراً بينها على مستوى العالم بأسره وقد تتأثر مثل هذه الأنماط بعوامل أو أسباب معينة تعد مشتركة بينها جميعاً، كما أن هناك أسبابا خاصة بكل نمط من تلك الأنماط
ونعرف الإعاقة العقلية بـأنها :
تمثل مستوى من الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن متوسط الذكاء بانحرافين معياريين ويصاحبها قصور في السلوك التكيفي الاجتماعي , وتظهر في مراحل العمر النمائية منذ الميلاد وحتى سن 18 سنه.
فقد يكون القارئ من السعداء الذين لم يروا معوقاً إلا صدفة ,وربما اهتم وأحس نحوه بإشفاق وتعاطف, ثم تركه ومضى في سبيله هادئ البال, مرتاح الضمير ,إذ لم يدرك أن عليه واجباً نحوه , وقد يكون القارئ من أسرة أحد أفرادها معوق, فهو يدري ويعاني من المشكلات المترتبة على وجود معوق في الأسرة, وكيف تؤثر على من حوله ,بل ربما يكون القارئ نفسه معوقاً يصادف مشكلات في كل لحظة من حياته ويعجز عن حل الكثير منها, ويشقى ولا يعرف السبيل للخلاص من شقائه, وربما كان القارئ ممن أحسوا بمشكلة المعوقين وعاشروها, قرأو أو سمعوا عنها ,وود لو عمل أي شيء ليساعد المعوقين, ولكن لا يعرف السبيل إلى ذلك.
فالحق أن كل ما يحتاجه المعوقون هو أن تتاح لهم الفرص, وتفتح أمامكم الأبواب ليقوموا بدور فاعل ومنتج في حياة المجتمع.
مفهوم تأهيل :
إن التأهيل بمعناه الشمولي يعني تطوير وتنمية قدرات الشخص المصاب لكي يكون مستقلاً ومنتجاً ومتكيفاً .
كما ويشمل مفهوم التأهيل مساعدة الشخص على تخطي الآثار السلبية التي تخلفها الإعاقة والعجز من آثار نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية .
وقد أشار هاملتون (1950) إلى أن التأهيل عملية تهدف إلى تقدير القدرات النافعة لدى الفرد المعوق وتنميتها وتوظيفها أو الاستفادة منها .
ويشير القريوتي (1995) إلى أن التأهيل يمثل مجموعة من الجهود والأنشطة والبرامج المنسقة والمنظمة والمتصلة التي تقدم للأفراد بقصد تدريبهم أو إعادة تدريبهم لمساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم الجسمية أو العقلية أو النفسية أو التعليمية .
وعرف الزعمط في كتابه التأهيل المهني للمعوقين 1993) التأهيل بأنه تلك العملية المنظمة المستمرة التي تهدف إلى إيصال الفرد المعوق إلى أعلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والاجتماعية .(
وإذا نظرنا إلى وجهة النظر التشريعية فقد جاء بتعريف منظمة الصحة العالمية: بأن التأهيل هو الإفادة من الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية من أجل تدريب وإعادة ترتيب الأفراد لتحسين مستوياتهم الوظيفية .
ويشير الزعمط في كتابه التأهيل المهني للمعوقين (1995) إلى التأهيل الشامل فيقول بأنه عملية متبعة لاستخدام الإجراءات الطبية والاجتماعية والتأهيلية مجتمعة في مساعدة الشخص المعوق على استغلال وتحقيق أقصى مستوى ممكن من طاقاته وقدراته والاندماج في المجتمع .
أهداف التأهيل :
تهدف عملية التأهيل إلى تحقيق ما يلي :
1- توفير فرص العمل والتشغيل من خلال التدريب .
2- دمج المعاقين في المجتمع وإكسابهم الثقة .
3- وضع القوانين التي تكفل من معاقين حق المساواة مع غيرهم من أقرانهم .
4- تهيئة كافة الوسائل والأنشطة الرياضية والثقافية والترويحية.
5- العمل على تحسين القدرات الجسمية والوظيفية في الفرد المعوق والوصول به إلى أقصى مستوى من الأداء الوظيفي .
6- العمل على تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة التي قد تنشأ عن الإعاقة .
7-العمل على توفير الظروف البيئية المناسبة لدمج المعوق في المجتمع المحلي وذلك من خلال العمل على تعديل. 8- تغيير اتجاهات الأفراد وردود فعلها تجاه الإعاقة ومساعدة الأسرة على فهم وتقدير وتقبل حالة الإعاقة ومساعدة الأسرة على مواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية ومساعدة الأسرة في الوصول إلى قرار سليم واختيار مجال التأهيل المناسب لطفلهم المعوق ومساعدة الأسرة على أساليب رعاية وتدريب الطفل المعاق .
العوامل المساعدة على نجاح برامج التأهيل :
إن نجاح برامج التأهيل وتطورها يعتمد على ما يلي :
1- التشريعات والقوانين والأنظمة .
2- توفير الكوادر المهنية المتخصصة والمؤهلة .
3- توفر البرامج التربوية والمهنية اللازمة . 4- استعداد الأسرة والمجتمع ومدى تقبلهم .
5- مدى توفر الأجهزة والوسائل المساعدة من أجهزة تعويضية - ووسائل مساعدة – وبيئة خالية من الحواجز – ووسائل تعليمية خاصة – ومراكز للتأهيل المجتمعي - توفير الكلفة الاقتصادية .
مراحل وخطوات عملية التأهيل :
تمر عملية التأهيل في مراحل متعاقبة ومتسلسلة وفقاً لما يلي :
أولاً : مرحلة الإحالة والتشخيص الشامل للمعوق عقليا :
ويشير المغلوث في (كتابه رعاية تأهيل المعاقين 1999) أن هذا التشخيص له عدة أهداف كما يلي :
1- تشخيص الحالة ودراسة أسبابها .
2- تحديد مدى العجز الذي يصيب الحالة ودرجته .
3- تحديد مدى تأثير الإعاقة على تكوين المعوق وشخصيته .
4 - تقدير مستقبل الحالة بناء على مدى العجز وشدته ، وإمكانيات المعوق واستعداداته ، ومدى توفر الخدمات لرعايته .
5- تقدير الاحتياجات المباشرة للمعوق وأسرته سواء كانت حاجات طبية أو تعليمية أو اجتماعية أو نفسية أو مهنية .
6- وضع خطة الرعاية والمقترحات المتعلقة بذلك .
ثانياً : مرحلة التخطيط لبرنامج التأهيل :
تعتبر هذه المرحلة مهمة جداً في عملية التأهيل حيث يتم فيها وضع الحلول والخطط اللازمة لمواجهة الآثار المترتبة على الإعاقة وتلبية الاحتياجات التأهيلية الخاصة للفرد المعوق .
وخطة التأهيل يجب أن تكون خطة فردية بالنسبة للمعوق وأن تكون مشتركة يشترك فيها كافة أعضاء فريق التأهيل .
ثالثاً : المتابعة والرعاية اللاحقة للمعوق :
وتهدف هذه العملية إلى ما يلي :
1- لتأكد من متابعة المعوق للخطة العلاجية .
2- تجنب المعوقين أية انتكاسة في البرنامج التأهيلي .
3- وسيلة هامة لاستقرار بعض المعوقين في حياتهم الجديدة .
ومن هذا العرض السريع لخطوات التأهيل يتضح لنا أن عملية التأهيل عملية فنية متخصصة يشترك فيها فريق التأهيل كل على حسب تخصصه ، كما يتضح لنا أنها عملية مستمرة تبدأ مع الفرد منذ انتهاء المرحلة العلاجية حتى عودته للمجتمع مرة أخرى .
فريق التأهيل :
يمثل فريق التأهيل الذي يعمل مع المعوق الشريان الأساسي بالنسبة لأي برنامج يصمم ويقدم له ، فالجميع يعمل لخدمة هذا المعوق كل وفق تخصصه وطبيعة عمله ، ويتكون فريق التأهيل من مجوعة من الأفراد الذين يمثلون مجموعة الاختصاصات التي تحتاجها الحاجة .
يشير الشناوي في كتابه (تأهيل المعوقين وإرشادهم) إلى أن هناك أعضاء أساسيين في فريق التأهيل وأن هناك أعضاء مؤقتين حسب الحاجة .
أما الأعضاء الأساسين للفريق فيتكونون من الآتي :
1- الطبيب : وهو المسئول عن تحديد الوضع الصحي والمرضي للمعوق وتقديم الإرشادات الصحية .
2- الأخصائي الاجتماعي: وهو شخص مؤهل في الخدمة الاجتماعية مسؤوليته إجراء الدراسة التقويمية الاجتماعية للفرد المعوق وأسرته .
3- الأخصائي النفسي: ويقوم بإجراء الدراسات التقييمية النفسية .
4- مرشد التأهيل : يكون مرشد التأهيل مسئولاً عن إجراء الدراسة التقييمية المهنية .
5- أخصائي التربية الخاصة : وهو المسئول عن إجراء الدراسة التقييمية والتعليمية وتحديد الاحتياجات التربوية الخاصة ووضع الخطة التربوية المناسبة وتحديد برنامج التربوي المناسب ومتابعة المعوق خلال تطبيق البرنامج التربوي .
أنواع التأهيل:
اولاَ: التأهيل المهني :
التدريب المهني هو مجموعه من العمليات و الأنشطة المترابطة التي يتضمنها برنامج متكامل من الإجراءات الفنية والمهنية خلال وقت محدد .
- التدريب المهني يجب أن يتناسب مع الإمكانيات والميول والقابليات النفسية والجسمية والعقلية للشخص المعاق بهدف تمكين المعاق ودمجه في المجتمع ومشاركته الفعالة فيه .
-التدريب المهني يمكن المعاقين من أداء الأعمال التي تناسبهم وبذلك يمكنهم القيام بالإعمال المناسبة لحالتهم واستغلال إمكانياتهم وقدراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم في ضوء مقتضيات التشغيل وشروطه , والتأهيل المهني لذوى الإعاقة هو احد أنواع التأهيل والتي تشتمل على ( التأهيل المبنى على المجتمع و والتأهيل الطبي والتأهيل الاجتماعي والتأهيل النفسي والتأهيل التربوي )
وقد تم الاهتمام بالتدريب المهني والتشغيل لذوي الاحتياجات الخاصة بعد الحربين الأولى والثانية وخاصة بمتابعه من منظمه العمل الدولية .
أهميه التدريب المهني :
إن التدريب المهني للمعوقين الذي تنفذه مؤسسه التدريب المهني في مشاغلها هو الخطوة الأولى لإكساب المعوق المهارات الفنية اللازمة وإعداده لسوق العمل فتشغيل المعوق هو واجب وطني وإنساني فالشخص المعوق له حق التوظيف والاحتفاظ بالوظيفة والتدرج الوظيفي والحصول على الأجر المساوي والتمتع بساعات العمل والتأمينات والضمانات الاجتماعية والانجازات المساوية للعمال الآخرين وهو أيضا التزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية فتدريب المعوق له نتائج ايجابية على الوطن والمجتمع والمعوق وأسرته.
أهميه العمل للمعوقين:
1.التخفيف من البطالة بين المعوقين و مجموع القوى العاملة .
2.الحد من الفقر والحرمان والتهميش الاجتماعي ويساعد المعوق وأسرته على تحسين مستوى معيشتهم من خلال الحصول على الدخل .
3.مساهمه ذوي الإعاقة في العملية الإنتاجية مما يؤدي إلى رفع مستوى الناتج الوطني
والدخل الوطني الإجمالي .
4.دمج المعوق في المجتمع مما يتيح الفرصة له لرفع مستواه التكيفي وإقامة علاقات اجتماعية وصداقات .
5.يخلص العمل المعوق من مشكله الفراغ مما يؤمن للأسرة توازن حدي يؤدي إلى التقليل من الإحساس بالإحباط والكآبة ويوفر احتياجاتهم الاستهلاكية المختلفة .
6.عمل الأشخاص ذوى الإعاقة يقلل من حجم الإعانات الحكومية ونفقات الخدمات الاجتماعية مما يؤثر ايجابيا على الميزانية العامة .
7.تؤدى مشاركة المعوق في العملية الإنتاجية إلى بناء اتجاهات ايجابية لدى أصحاب العمل والمجتمع تجاه المعاقين .
8.يؤدى عمل المعوقين إلى تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة مما يقلل حجم التحويلات المالية للخارج .
9.يؤدى عمل المعوقين إلى رفع مستوى الميل الحدي للاستهلاك مما يزيد الطلب على السلع والخدمات حيث يساهم في الانتعاش الاقتصادي .
10. يعزز عمل المعوق ثقته بنفسه ويرفع مستوى احترام وتقدير الذات ويقلل مستويات الشعور بالعجز والخوف والقلق .
خدمات التأهيل المهني:
ويمكن تصنيف هذه الخدمات في ما يلي:
-1 التقييم: التقييم وهو الوصول لما تبقى لدى الشخص من قدرات
-2 التوجيه: وهو نصح الشخص المعوق في ضوء متاح في التدريب المهني والاستخدام .
-3 الإعداد للعمل والتدريب المهني: وهو القيام بما قد يلزم للشخص المعاق في إعادة اللياقة للعمل أو تقويته وتدريبه مهنياً .
4- التشغيل: وهو مساعدة الشخص المعوق على الحصول على عمل مناسب.
-5 العمل المحمي : وهو توفير عمل يؤديه في ظل ترتيبات خاصة.
-6المتابعة: وهي متابعة حالة الشخص المعوق إلى أن تتحقق إعادة التشغيل .
بعض المبادئ للإعداد المهني:
التركيز على الإعداد المهني في النشاطات ذات الجدوى الاقتصادية من الأفضل ان لا يفرض نسق موحد للتدريب بل يجب مراعاة إمكانات التعلم لكل متدرب و الاهتمام بسلوك العمل- المواظبة- احترام الوقت- التعاون- الترتيب- خلق حوافز الإنتاج بتسويق إنتاج العمل .
يتم توجيه الطالب إلى اكتساب مهنه معينه تتناسب مع رغباته وكفاءاته ومع احتياجات السوق المهنية فان فشل المعوق أو تقصيره في الحياة المهنية في أكثر الأحيان يكون سببه عجزه عن القيام بالنشاطات الاجتماعية والاتصالات الفردية مع أداء عمله يكون مقبول لكن عجزه عن إقامة علاقات الصداقة المناسبة مع زملائه يحول دون نجاحه في مهنته لذلك شددنا على تحضير المعوق من الناحية المسلكية والاجتماعية والأكاديمية لكي يتمتع بأكبر قسط من الاستقلالية.
أما عندما يفشل في التقويم المهني للعمل في الوظائف العامة وفي الأسواق التوظيفية العامة فيجب عند ذلك دراسة إمكانية إلحاقه بالورش المحمية ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الفشل الالتحاق بالورش العامة هي :
الخوف وعدم التمكن من الإجابة على الأسئلة , جهله وعدم خبرته لمثل هذه الأسئلة نسيان الأوراق الثبوتية , صعوبة في متابعة الأسئلة - الرفض للخضوع لفحوصات معينه - عدم الرغبة في المهنة إهمال في مواعيد المقابلات .
لذلك يجب اخذ كل العوامل بعين الاعتبار حتى نقوم بإعداد البرنامج الفردي لكل مراهق.
مجالات عمل المعاقين عقليا :
عامل بناء-عامل صيانة- بواب- نجار- مساعد نجار- عامل في التركيب - حفار- خلاط اسمنت-صب حجارة- مساعد ممرض- حاجب- مساعد مدلك- مساعد في باص - منظف- مجلد كتب- مساعد مطبعي- مصنف ورق- مساعد خباز- تحضير حلويات- مضيف-عامل في توضيب الأدوات المنزلية- مصنف لحوم-عامل تنظيف أدوات- منظف ملابس - كوي ملابس- مصنف أقمشة - مساعد متجر- تصليح سيارات تركيب قطع غيار-مركب عجلات- دواليب- مغير زيت للسيارات- عامل في التصوير الإشعاعي - مساعد في تنظيم واستقبال الضيوف-عامل في تصليح آلات زراعية- مشرف على أحواض الزراعة- منسق أزهار- مربي طيور- حالب حيوانات- ساقي مزروعات- صائد سمك- منظف سمك- بائع سمك- موضب اسماك- موضب طيور- منظف أحواض السمك-الدواجن-الطيور-عامل مكتبه.
وهناك العديد والعديد من المهن التي يمكن للمعاق عقليا ان يوظف إمكانيته بها بعد تهيئته بشكل كاف مسليا ونفسيا ومهنيا واجتماعيا .
التأهيل المهني للمعاقين عقليا بمراكز التدريب المهني في دولة الإمارات العربية المتحدة :
أصدر مجلس الوزراء القرار رقم (96) لسنة 1981م الخاص بإنشاء مراكز رعاية وتأهيل المعوقين في كل من ابوظبي ودبي، متجاوباً مع نداء الأمم المتحدة بجعل عام 1981 عاماً للمعوقين . تحت شعار (المشاركة الكاملة والمساواة) بادر مجلس الوزراء بإصدار قرار بشأن إنشاء مراكز لرعاية وتأهيل المعوقين ومنها فئة الإعاقة العقلية بالدولة تكون تابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
ومراكز رعاية وتأهيل المعوقين هي (مؤسسات حكومية اجتماعية تربوية تتبع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وتقوم برعاية الأطفال والشباب الذي يعانون من إعاقات ).
واستهدفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية من وراء إنشاء هذه المراكز إلى تحقيق ما يلي :
1- إتاحة الفرصة التعليم واكتساب المعرفة في مختلف مراحل التعليم النظامي وغير النظامي أو تنويع مجالات وأساليب التعليم تمكينا للمعوقين من تنمية طاقاتهم إلى أقصى حد ممكن، وذلك بغية تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم هذا بالنسبة للقابلين لتعليم , وتوفير فرص العمل للفئة القابلة لتدريب والتعليم .
2- توسيع التدريب والتأهيل المهني وتطوير مجالات هذا التدريب بما يناسب قدراتهم وميولهم وبما يتمشى مع احتياجات التنمية من مهن ومهارات.
3- تمكينهم من الاندماج وإكسابهم الثقة بأنفسهم وإكساب المجتمع الثقة بهم، وتوسيع آفاق التفاعل الاجتماعي من مختلف الفئات والمراكز كسراً لطوق العزلة والهامشية التي قد يستشعرها المعوق والاستفادة من المعرفة العلمية والتكنولوجية والتنظيمية في البلاد المتقدمة وتطبيقها، بما يتناسب مع ظروف العجز والإعاقة في الدولة.
وتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة عدة مراكز لرعاية وتأهيل المعوقين عقليا منها الحكومية والخاصة والأهلية.
أهداف مراكز رعاية وتأهيل المعوقين في الدولة :
وتهدف جميع هذه المراكز إلى دمج المعوق في مجتمعه وبيئته وجعله عنصرا مشاركا في خدمة وتطوير المجتمع وذلك من خلال :
1- تزويده بالمهارات التربوية والتعليمية الأساسية كالقراءة والكتابة الوظيفية .
2- التدريب على المهن المختلفة التي يمكنه القيام بها لوحده ودون صعوبة مما يحقق له الكسب الاقتصادي والاندماج في المجتمع.
3- تطوير وتشجيع الميول والهوايات لدى المعوق لشغل أوقات الفراغ وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي.
5- توعية الأهالي والأسر وتدريب الآباء والأمهات.
6- تمكين المعوق من الاندماج الاجتماعي وإكسابه الثقة بنفسه وإكساب المجتمع الثقة به.
واستطاعت مؤسسات رعاية وتأهيل المعوقين عقليا منذ تأسيسها تدريب وتأهيل أعداد لا بأس بها من الخريجين وإلحاقهم في مختلف القطاعات الإنتاجية الحكومية أو الخاصة في مجالات الإدارة والحاسب الآلي، والنسخ والتصوير والطباعة وبعض الأعمال الفنية (الديكور – والتجليد) وأعمال الزراعة وتربية الحيوانات .
هذا وتتعدد أساليب التأهيل المهني والفني في المراكز المذكورة، ويتم توزيع الطلاب والطالبات حسب ميولهم وإمكانياتهم وقدراتهم على الورش المختلفة التي يتدربون فيها على أنواع العمل والمهن المتنوعة، وذلك حسب السن والنوع والقدرات العقلية والجسدية والوجدانية ومن الورش التي يتدربون فيها ورش النجارة (الصناعات التراثية أو الحديثة) وورش الخياطة والتطريز والديكور والرسم والخزف والسيراميك والتدبير المنزلي وورش أو فصول تعليم الطباعة واستخدام الكمبيوتر. وتسعى المراكز من خلال التدريب والتأهيل في هذه الورش والأقسام إلى إعداد هؤلاء المعوقين للحياة العملية من خلال تنمية قدراتهم واستغلال الطاقات الكامنة لديهم على النحو الذي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعهم.
ولابد من الإشارة هنا أيضا إلى ان بعض الوزارات والمؤسسات المحلية تقوم بإعادة تأهيل وتدريب المعوقين عقليا .
وفيما يلي تعريف لمركز أبو ظبي مثالا لهذه المراكز وتوضيح الدور الذي تقوم به والخدمات التي تؤديها :
1- مركز أبوظبي :
لقد كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وراء قرار المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي بإنشاء هذا المركز لتأهيل المعوقين ومنهم فئة المعاقين عقليا وتدريبهم على مهنة الزراعة كي يحسنوا من ظروفهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.
وافتتح المركز في شهر إبريل 1995 في منطقة بني يأس والتحق به في ذلك الوقت نحو (15) طالبا من المعوقين – فئة التنمية الفكرية – وأشرف على تدريبهم وتأهيلهم خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالدولة وذلك طبقاً لاتفاقية التعاون الموقعة عام 1977.
وبينما تشرف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على النواحي الإدارية والتنظيمية بالمركز فإن بلدية ابوظبي تساهم بمد المركز بما يحتاجه في مستلزمات الزراعة.
ويقوم هؤلاء الطلاب بكافة المراحل الخاصة بزراعة الخضار والفواكه ابتداء من إعداد المشتل وحتى بيع المحصول في مراكز التسويق التابعة للبلدية والقريبة من موقع المركز.
ويلاحظ ان هذه المستويات تحتاج إلى مناهج تربوية وتعليمية خاصة لا تتوفر بشكل مناسب في المدارس والمؤسسات التربوية العادية , وينفذ المركز مجموعة من الورش والبرامج التدريبية ومن أمثلتها :
أ- ورشة الألعاب الخشبية والتركيبية : ويقوم فيها الطلبة بقطع الخشب وتصنيعه على هيئة ألعاب خشبية أو تركيبية ثم صبغها وتزيينها بالنقوش والزخارف حسب التصاميم المقررة، وذلك لاستخدامها فيما بعد في دور الحضانة لتنمية قدرات الأطفال.
ب- قسم الكمبيوتر : ويدرس فيه الطلبة والطالبات القابلين لتعليم حاليا مبادئ علم الكمبيوتر بعد الانتهاء من الدراسة في المرحلة الإعدادية ، ويتم تخريجهم بعد دراسة المقرر المكون من خمسين برنامجاً خلال عامين كاملين يستطيعون بعدها الالتحاق بالمؤسسات المختلفة.
كما أصبح هذا المركز رائدا في المنطقة العربية والإفريقية، وهو الأول من نوعه في العالم من حيث استخدام البيوت البلاستيكية التي يعمل بها معاقون ويستخدمون الري الأوتوماتيكي. وقد اتصلت بعض الدول والشركات والمؤسسات الأوروبية بالمركز مباشرة أو من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتعرف على تفاصيل المشروع والاستفادة منه في مجال خدمة المعوقين هناك والعمل على دمجهم في مجتمعهم من خلال الإنتاج .
وكشفت دراسات عن وجود صعوبات مرتبطة ببيئة العمل، تسهم في تعزيز عدم رضا والد المعاق عن عمله، وقد يكون ذلك ناجماً عن طبيعة الإعاقة، وطبيعة احتياجات المعاق، إضافة إلى التخوف من غياب عناصر السلامة المهنية والأمان , كما بينت وجود تخوف من الآراء السلبية لصاحب العمل تجاه قدرات المعاق، وعدم تقبل المجتمع وغياب الوعي بقضايا المعاقين .
وفي المقابل، اعتبر مدربون مهنيون أن الحماية المفرطة من والد المعاق تجاه المعاق، تأتي في مقدمة صعوبات عملية التشغيل، تليها اتجاهات المديرين السلبية ونظرة المجتمع، ثم عدم تهيئة بيئة العمل لاستقبال المعاقين، إضافة إلى الدرجة الكلية للمعاق , واتفق آباء ومدربون مهنيون على صعوبات مرتبطة بعملية التشغيل، منها التخوف من تعرض المعاق ذهنياً لإصابات العمل وعدم تناسب العمل مع المعاق وقدراته، إضافة إلى مشكلة المواصلات والمنافسة الشديدة في سوق العمل واهتمام أصحاب العمل بالإنتاج بعيداً عن القضايا المجتمعية، فضلاً عن التخوف من الاستغلال أثناء العمل.
واقترحــت عينة البحث التي أجريت عليها الدراسة السابقة مجموعة من الحلــول التي من شــأنها التغلب على صعوبات تشغيل المعاقين، منها إقناع المسئولين بضرورة تشغيل المعاقين، وتوعية المجتمع بأهمية دمج المعاقين في المجتمع عبر وسائل الإعلام وعمل الندوات لجميع فئات المجتمع ، وتوفير مدربين وأخصائيي تشغيل لمتابعة المعاقين في أماكن عملهم، إضافــة إلى تدريــب المعاقين ذهنياً على المهن المطلوبة في سوق العمل.
التأهيل المهني في المملكة العربية السعودية :
انطلاقاً من سياسة المملكة العربية السعودية الهادفة إلى تيسير سبل رعاية المعوقين وتشغيلهم والاستفادة منهم طاقات وظيفية منتجة، وتوجيه المعوق المتخرج في مراكز التأهيل المهني نحو العمل الذي يتفق مع ما حصل عليه من تدريب، وما يتوفر لديه من قدرات، إضافة إلى احتياجات سوق العمل في البيئة التي سيعمل فيها المعوق، والسعي إلى إيجاد فرص العمل المناسبة للمعوق المؤهل قدر الإمكان بما يتواءم مع تخصصه المهني وطبيعة إعاقته ويتطلب تشغيل المعوقين ذهنيا سنوات من العمل على تغيير الاتجاهات و أنماط التفكير السائدة لدى أفراد المجتمع فيما يخص قدرة المعوقين عقليا على الإنتاج و العمل بكفاءة. إن مهمة تشغيل المعوقين عقليا، بشكل خاص، و الوصول بهم إلى درجة من الاستقلالية و الاعتماد على الذات هي واحدة من أهم غايات و أهداف مراكز التأهيل , وأن تؤمن للمعوق عقليا العمل المناسب و أن تدربه عليه و أن تضمن له حقوقاَ متساوية مع الآخرين من حيث مجتمع العمل و المقابل المادي، و في الوقت نفسه أن تحميه من سوء المعاملة والاعتداء .... كلها جوانب يجب أن تتكامل و أن تعطى القدر نفسه من الاهتمام و هنا يبرز التحدي .
إن عملية التأهيل بكل جوانبها تهدف بالأساس إلى توفير استقلالية في الحياة لدى الأشخاص المعاقين ومن أصعب المراحل في التأهيل هي عملية التأهيل المهني والتي تتعلق بتدريب الشخص المعوق عقليا على مهنة يمكنه من خلالها الاعتماد على ذاته في توفير الاحتياجات المادية وتحويله من عالة على المجتمع إلى أداة في البناء الاقتصادي.
أما الاتجاهات السائدة لدى مؤسسات التأهيل المهني الذي يتركز على المعوقين عقليا وتأهيلهم في بعض المهن التقليدية بحيث أصبح من الشائع بأن الفرص التأهيلية ً هي تلك المهن التي تعتمد بشكل مباشر على المهارات اليدوية والأشغال اليدوية كأشغال القش والخيزران والمكانس والنسيج وصناعة السجاد وإذا ما تمكن شخص من إتقان عمل أخر كان لا يسمح له بالعمل خارج إطار مؤسسات المعوقين .
وفي وقت لاحق أصبح المجال أوسع بقليل حيث دخل في إطار التدريب للمعوقين عقليا وإعاقتهم والتي تترافق مع صعوبات حركية عالية في استخدام العكازات والأدوات المساعدة حيث تم تخصيص مهن الخياطة والتطريز وبعض الإعمال الخشبية كالحفر على الخشب وبعض المهن التي لا تحتاج إلى حركة وتتطلب مهارة يدوية فقط حيث أدخلت حديثاً مهنة التجليد و التزين النسائي والرجالي.
ولكن لم يكن يسمح لهم بالعمل خارج إطار المؤسسات التي يتم تأهيلهم فيها حتى أن المؤسسات لم تكن لتفكر بتوفير فرص عمل لهم خارج إطار المؤسسة كون أن المجتمع لا يتقبل أن يعمل هؤلاء ضمن مؤسساتهم ليس لعدم إيمانهم بقدرات الأشخاص المعوقين فحسب بل بسبب النظرة السلبية العامة تجاه قضايا المعوقين بشكل عام وممارسة التمييز السلبي ضدهم حتى داخل إطار الأسرة ودائماً يبقى المعوقين ذهنياً هم الأكثر تضرراً في أي مجال.
وتعتبر مهمة مراكز التأهيل المهني في الجمعيات هي من أكثر الحلقات أهمية في عملية التأهيل إذ يجب أن يكون الشخص المعوق قد أنهى كل مراحل التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي ليدخل مرحلة التقييم المهني والذي يجب أن يوفر للشخص المعوق عدد من البدائل المهنية ليختار من بينها ما يتلاءم ورغباته وميوله وبما لا يتعارض مع قدراته.
وتبدأ الصعوبة الحقيقية في هذه المرحلة مع قرب إنهاء الفترة التأهيلية وعملية البحث عن فرصة عمل، حيث ما زال الوعي بقدرات الأشخاص المعوقين عقليا وإمكانياتهم في العمل والإنتاج أمراً مشكوكاً به من قبل المجتمع ففي كثير من الأحيان يتم استيعاب بعض الأشخاص في بعض المهن ليس من قبيل الإيمان بحق هؤلاء الأشخاص وإنما من باب الشفقة عليهم ومن باب الصدقة بحيث يتم استيعابهم في المؤسسة أو الشركة وبدون إسناد أي عمل حقيقي يتلاءم ومؤهلاتهم وقدراتهم على الإنتاج ومع مرور الزمن يصبح هذا الشخص يتلقى مجرد مساعدة مالية ، وهذا يعمل سلبياً في حياة الأشخاص المعوقين فبدلاً من أن يساعدهم في إعادة الاندماج الاجتماعي يقودهم في أغلب الأحيان إلى العزلة والاتكال على هذه الصدقة التي تقدم له.
وتبلغ نسبة البطالة بين صفوف المعوقين عقليا 99% وهذا عائد إلى نمطية النظرة السائدة لدى المجتمعات في ان المعوقين عقليا لا يمكن لهم ان يعملوا خارج إطار بعض المهن التي ذكرتها سابقاً وحتى من يتاح له فرصة التعلم والتأهل يحاول البحث عن عمل وبلا جدوى لأن إعاقته تقف حائلاً دون تقبل المجتمع له ولا يمنحه المجتمع أي فرصة لإثبات الذات وإثبات قدرته على العطاء والعمل وفي أغلب الأحيان يطلب من الشخص المعاق أن يبحث له عن عمل في إحدى مؤسسات المعوقين وإذا ما تعلم حرفة من الحرف تعرض للاستغلال في عمله فهو إذا ما عمل كأجير عند أحد الحرفيين فهو لن يتقاضى أجراً بمستوى ما يتلقاه السامعين ليس هذا فحسب وإنما يخضع لعملية التهديد والابتزاز إذا ما حاول تعديل وضعه أو المطالبة بحقوقه وكأن الأجر الذي يدفع له ما هو إلا صدقة من قبل رب العمل مع أن طاقته الإنتاجية قد تفوق الكثير من غير المعوقين.
ان أصحاب الإعاقة الذهنية هم الأقل حظاً بين المعوقين جميعاً في هذا الإطار وفي كافة أطر التأهيل، فالمؤسسات التأهيلية التي تقدم الرعاية لهذه الفئة تقدمها بنسبة لا تتجاوز 20% من مجموع المعوقين عقليا وتقدم فقط من سن 14 – 15 سنة وبعد ذلك يعاد هؤلاء لعائلاتهم وتتوقف خدمات التأهيل لأنهم يصبحون خارج إطار المحدد الزمني لعمل هذه المؤسسات وهناك مؤسسات ضئيلة جدا تقدم خدمات التأهيل المهني بعد هذا العمر ضمن مشاغل داخلية ويتعامل معهم كمنتفعين (متدربين) في هذه المؤسسات بحيث لا يدفع لهم أجر لقاء عملهم بل يعطون ما لا يتعدى المواصلات ومصروف الجيب القليل جداً والذي لا يتناسب وحجم العطاء الذي يقدمون ويبقى التعامل معهم هكذا حتى إما أن يتركوا العمل أو أن ينتهي بهم الأجل.
من جهة أخرى وقد ركزت البرامج على تهيئة المعوق عقليا تأخرا بسيطا والقابل للتعليم إعدادا تعليميا ومدرسيا ولكنها أهملت العناية بإعداد المتأخر عقليا تأخرا شديدا رغم انه قابل للتدريب والرعاية لأنه باعتقاد المهنيين انه غير قابل فكريا واجتماعيا ونفسيا لان يتحمل إي مهنه علما ان اغلب المهارات المهنية تتطلب مستوى معين من الإدراك والتكيف الاجتماعي غير ان هناك مهن بسيطة لا تتطلب الكثير من التركيز والتنسيق الحركي البصري ولا تتطلب وقتا أو تكاليف ومن الخطأ تبني القاعدة القائلة بان المعوق عقليا ميئوس منه وعاجزا عن القيام بأي عمل .
ان إمكانيات توظيف كفاءات المعوق واستثمارها تختلف باختلاف السوق المهنية فان متطلبات السوق تتراوح بين الأعمال المعقدة وبين الأعمال الميكانيكية الحركية البسيطة كالزراعة وتربية الحيوانات وصيد السمك.
وقد اعتمدت بعض المراكز والجمعيات في مجال توظيف المعوقين هذه الفكرة واستطعو ان يقدموا تجربه مميزه ذات اتجاهين :
1- الاعتماد على ان تكون إدارة الجمعية أو المؤسسة من أولياء الأمور أنفسهم وتوظيفهم.
2- تشغيل المعوقين والذين انهوا التدريب وتوظيفهم في مجال ما تدربوا إليه وتحويل المشاغل المهنية من مشاغل محمية إلى ورشات عمل إنتاجيه ومحاولة توظيف البعض في أمكان تجاريه مهنيه ومتابعتهم.
وان القينا نظره سريعة مختصره على تلك التجربة وايجابياتها نجد ان الموظفين لديهم الالتزام التام بالدوام المقرر وعدم تسجيل أي غياب أو تأخير وانجاز للعمل المطلوب بالشكل المناسب .
وقد اتحيت هذه التجربة للمعوقين الفرص على الالتحاق بالاندماج والتفاعل مع ذوي الأعمال المختلفة وتعوديهم على الإنتاج والنجاح دون الاعتماد على الآخرين .
ومن أماكن تدريب وتأهيل المعاقين عقلياً:
المدرسة أو المركز بحيث ننشئ أماكن خاصة كصف مثلاً لتدريب الأطفال المعاقين عقلياً على بعض الأعمال - مراكز خاصة للعمل يذهب إليها المعاقين عقلياً كأماكن التشخيص والتدريب - المشاغل المحمية - أماكن العمل ذاتها ( للراشدين ) من المعاقين عقلياً - وبعض المهن المناسبة للمعاقين عقليا مثلً :
الفنادق والمطاعم - خدمات السيارات- بعض أعمال البناء - خدمات النقل - غسيل الملابس وكيها- بعض أعمال النجار- أماكن بيع قطع ومتفرقات -مخازن .
ثانياَ : التأهيل التربوي للمعاقين عقليا :
وهي الطرق التربوية الرائدة والحديثة في تعليم المعاقين عقلياً فإن تربية الطفل المعاق عقلياً تقوم على أسس تربوية ونفسية واجتماعية وجسمية ، وذلك في ضوء خصائص نمو الأطفال جسمياً ونفسياً واجتماعياً وعقلياً وتتضمن الطرق الحديثة في تعليم المعاقين عقلياً مع الطرق الرائدة في التركيز على : تعليم المعاق عقلياً من خلال تنمية حواسه ومهاراته الحركية وإكسابه السلوك الاجتماعي المقبول وزيادة معلوماته وتنمية قدراته العقلية وحصيلته اللغوية من خلال الممارسة والمشاهدة اليومية وفي ضوء خصائص نموه العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي .
التأهيل التربوي للمعاقين عقليا في المملكة العربية السعودية:
استطاعت المملكة العربية السعودية في فترة زمنية وجيزة أن تنال قصب السبق في مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها مجال التربية والتعليم الذي توليه بلادنا اهتماماً بالغاً، ينسجم مع أهميته التي يكتسبها من كونه المجال الذي يعنى بالناشئة، الذين هم عماد مستقبل الأمة وثروتها الحقيقية.
وفي هذا الإطار حظيت الفئات الخاصة بعناية، ورعاية، واهتمام، ودعم غير محدود من لدن حكومتنا الرشيدة - رعاها الله - الأمر الذي جعل المملكة تتبوأ مكانة مرموقة بين دول العالم في مجال التربية الخاصة، وتضطلع بدور ريادي على مستوى المنطقة في مجال تطبيق الأساليب التربوية الحديثة، وفي مقدمتها أسلوب دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية بوجه عام وفئة الإعاقة العقلية على وجه التحديد .
وقد بدأ تعليم الفئات الخاصة في شكله النظامي عندما أصدر رائد التعليم الأول في بلادنا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - حينما كان وزيراً للمعارف، قراراً بإنشاء أول معهد للمعوقين، وتم افتتاح هذا المعهد، وهو معهد النور للمكفوفين بالرياض في 1380هـ / 1960م، ثم واصلت وزارة التربية والتعليم مسيرتها في افتتاح المعاهد لفئات التربية الخاصة ومنها عدد كبير من المعاهد للمتخلفين عقلياً في مختلف أنحاء المملكة.
وبالإضافة إلى هذه المعاهد سعت وزارة التربية والتعليم إلى الاستفادة من الأساليب التربوية المطبقة في المدارس العادية، رغبة منها في النهوض بمستوى الخدمات المقدمة .
ولعله لم يحظ موضوع تربوي بمثل ما حظي به موضوع (دمج ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية)، فقد كان - ولا يزال - محل اهتمام الأوساط التربوية في جميع أنحاء العالم، وانبرى الباحثون يتسابقون في إجـراء الأبحاث والدراسات - على اختلاف أنواعها - بغرض التعرف على مفاهيمه ومكوناته، وتعريفاته ومصطلحاته، وبرامجه وأدواته، ومراحل تطوره، والأسس والثوابت التي يقوم عليها، والأساليب التي بموجبها يتم تنفيذه، والعوامل التي تسهم في إنجاحه، وإيجابياته وسلبياته، وتأثيره ومؤثراته.
وهذه الدراسات متوفرة باللغة العربية واللغات الأجنبية، ولن يتم التطرق إلى أي منها لان ما يهمنا هو واقع التأهيل التربوي في المملكة ومقارنته بخارج المملكة ، حيث ان التركيز سينصب على التجربة العملية التي خاضتها المملكة العربية السعودية في هذا المجال، وقطعت فيها شوطاً كبيراً لدرجة أن أعداد الطلاب الذين يستفيدون من خدمات التربية الخاصة في المدارس العادية أصبح يفوق كثيراً أعداد أولئك الذين يتلقون تلك الخدمات في معاهد التربية الخاصة والبرامج الملحقة بها , وأما عن تجربة وزارة التربية والتعليم بالمملكة في مجال دمج الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في المدارس العادية، وسوف نسلط الضوء على النقاط التالية التي سوف توضح لنا كيفية التأهيل التربوي للمعاقين عقليا :
إستراتيجية التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم: تحقيقاً لأهداف سياسة التعليم في المملكة التي نصت في موادها من (54-57)، ومن (188-194) على أن تعليم المتفوقين والمعوقين جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي بالمملكة، واستجابة للتطور السريع، والتوسع الكبير، اللذين يشهدهما مجال تربية وتعليم الفئات الخاصة في المملكة، وإدراكاً من الوزارة لحجم المشكلة التي تتمثل في أن حوالي (20%) من تلاميذ المدارس العادية - في أي بلد من بلدان العالم - قد يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة، وان نسبة انتشار الإعاقة العقلية وغيرها من الإعاقات في ازدياد فقد كشف عدد من الدراسات والإحصائيات بالسعودية أن حالات الإعاقة الذهنية في السعودية تبلغ 21.336 حالة، يمثل الذكور 59.4% منها. ويحتل التخلف العقلي المتوسط 53.3%منها، والتخلف العقلي الشديد 28.7%، والتخلف العقلي البسيط 11.8%، أما الأمراض العقلية فتمثل 6.2%.
وتمثل مرحلة المراهقة من سن 16 إلى 30، 40.8% من إجمالي الحالات البالغة 105.929 حالة، في حين تمثل المرحلة أقل من 5 سنوات إلى 15 سنة 36.5%، وتقل تدريجياً في المراحل من 31 إلى 45، حيث تمثل 16.2%، ثم أخيراً مرحلة من 46 إلى أكثر من 50 عاماً 6.5%., وإيماناً منها بأن المردود الذي سينجم عن تقديم تلك الخدمات للفئات المستفيدة لن يقتصر على تلك الفئات فحسب، بل سَيُحدث - بإذن الله - نقلة نوعية في العملية التربوية، ويترك أثراً إيجابياً على مخرجات التعليم في بلادنا.
فقد وضعت الأمانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة عام 1417هـ إستراتيجية تربوية ترتكز على عشرة محاور، وقد نص المحور الأول منها على تفعيل دور المدارس العادية في مجال تربية وتعليم الأطفال غير العاديين، في حين نص المحور الثاني على توسيع نطاق دور معاهد التربية الخاصة .
وتحقيقاً لأهداف هذه الإستراتيجية فقد تبنت الأمانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة عدداً من المشروعات الطموحة، يأتي في مقدمتها مشروع التوسع في تطبيق أسلوب دمج الأطفـال ذوي الإعاقة العقلية البسيطة وكذلك الدرجة المتوسطة القريبة من البسيطة .
تعريف الدمـج:
بحكم الأهمية البالغة التي يحظى بها موضوع الدمـج التربوي على كافة الأصعـدة، وبحكم ما يتضمنه من مفاهيم تربويـة، ونفسيـة، واجتماعيـة، وفنية مختلفة , فقد ظهرت له تعريفـات كثيرة، لعـل من أبـرزها تعريف: KAUFMAN, GOTTLIEB, AGARD & KUKIC (1975); الذي يعتبر - على الرغم من قدمه - من أكثر تعريفات الدمـج شمولية وشيوعاً، فهم يرون أن المقصود بالدمـج "هو دمج الأطفال غير العاديين المؤهلين مع أقرانهم دمجاً زمنياً، تعليمياً، واجتماعياً، حسب خطة وبرنامج وطريقة تعليمية مستمرة تُقر حسب حاجة كل طفل على حدة، ويشترط فيها وضوح المسئولية لدى الجهاز الإداري والتعليمي والفني في التعليم العـام والتربية الخاصة" (الموسى، 1992( .
أما من الناحية الإجرائية فقد عرفته الأسرة الوطنية للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم (2000) على أنه "تربية وتعليم الأطفال غير العاديين في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة".
فوائـد الدمـج :
من خلال مراجعة مستفيضة للأدبيات في مجال الدمج التربوي، لخص الموسى (1992) أهم فوائد الدمـج على النحو التالـي:
1- إن الدمـج التربوي يتيح للأطفـال ذوي الإعاقة العقلية فرصة البقاء في منازلهم مع أسرهم طوال حياتهم الدراسية، الأمر الذي يمكنهم من أن يكونوا أعضاء عاملين في أسرهم وبيئاتهم الاجتماعية، كما يمكن هذه الأسر والبيئات الاجتماعية من القيام بالتزاماتها تجاه أولئك الأطفال.
2- يعمل الدمـج التربوي على الحد من المركزية في عملية تقديم البرامـج التعليمية، وهذا يهيئ الأرضية التي تمكن المجتمعـات المحلية من التأثير في مجريـات عملية تربيـة أبنائهم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، كما يتيح الفرصة أيضا للمؤسسات التعليمية المحلية المختلفة أن تستفيد من تجربة تربية هؤلاء الأبناء.
3-إن الدمج التربوي يشكل وسيلة تعليمية مرنة، يمكن من خلالها زيادة وتطوير وتنويع البرامج التربوية المقدمة للتلاميذ المعاقين عقليا .
4- إن البيئة الاندماجية تعمل على زيادة التقبل الاجتماعي للأطفال المعوقين عقليا من قبل أقرانهم غير المعوقين وبما ان درجة إعاقتهم بسيطة فلن يكون لديهم انحراف شديد بالنسبة للأطفال العاديين ، ومن ثم فإن التدريس لهم في الفصول العادية يمكنهم من محاكاة وتقليد سلوك الأطفال العاديين، فيزداد التواصل والتفاعل الاجتماعي معهم.
5- إن احتكاك الأطفال المعوقين بأقرانهم غير المعوقين في سن مبكرة يسهما كثيراً في تحسين اتجاهـات الأطفـال غير المعوقين نحو أقرانهـم المعوقين، كما يسهم أيضـاً في تحسين اتجاهات الأطفال المعوقين نحو أقرانهم غير المعوقين.
6- إن من شـأن الدمج التربوي أن يعمل على إيجاد بيئة اجتماعية يتمكن فيها الأطفال غير المعوقين من التعرف - بشكل مباشر - على نقاط القوة والضعف عند أقرانهم المعوقين مما يؤدي إلى الحـد، أو التخلص من أية مفاهيم خاطئة قد تكون موجودة لديهم وان جانب القصور بالنسبة للإعاقة العقلية بالدرجة البسيطة هو تدني بسيط في نسبة الذكاء ونقص في بعض مهارات التكيف الاجتماعي .
7- إن الدمـج التربوي يعمل على إيجاد بيئة واقعية، يتعرض فيها الأطفال ذوو الإعاقة العقلية إلى خبرات متنوعة، ومؤثرات مختلفة من شأنها أن تمكنهم من تكوين مفاهيم صحيحة واقعية عن العالم الذي يعيشون فيه.
8-إن الدمج التربوي، يعمل على تعميق فهم المربين للفروق الفردية بين الأطفال، كما يظهر للمتخصصين وغير المتخصصين على حد سواء، أن أوجه التشابه بين التلاميذ العادييـن وأقرانهم غير العاديين أكبر من أوجه الاختلاف.
أسلوب تنفيذ الدمـج :
يتم الدمج التربوي لفئات التربية الخاصة بشكل عام وفئة الإعاقة العقلية على وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية على طريقتين هما:
1- طريقة الدمج الجزئي:
وتتحقق من خلال استحداث برامج فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية، وقد أشار الموسى (1999) إلى أن هذا النمط من الخدمة يتضمن إلحاق الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ومن بينها فئة الإعاقة العقلية بفصل خاص بهم بالمدرسة العادية، حيث يتلقون الرعاية التربوية والتعليمية الخاصة بهم مع بعضهم في ذلك الفصل، مع العمل على إتاحة الفرصة لهم للاندماج مع أقرانهم العاديين في بعض الأنشطة الصفية، والأنشطة اللاصفية، وفي مرافق المدرسة.
وبرامج الفصول الخاصة على نوعين:
أ. فصول تطبق مناهج معاهد التربية الخاصة مثل فصول الأطفال القابلين للتعلم من المتخلفين عقلياً.
ب. فصول تطبق مناهـج المدارس العاديـة , ولكن هذه الطريقة غير مناسبة لفئة الإعاقة العقلية , فهو يناسب صعوبات التعلم , العوق البصري والسمعي ....
2- طريقة الدمـج الكلي:
وتتم عن طريق استخدام الأساليـب التربوية الحديثة مثل، برامج غرف المصادر، وبرامج المعلم المتجول، وبرامج المعلم المستشار، وبرامج المتابعة في التربية الخاصة.
وقد عرف الموسى (1999) هذه الأنماط من تقديم خدمات التربية الخاصة على النحو التالي:
أ. برنامـج غرفة المصـادر:
هو أحد الأساليب التي بواسطتها تتم عملية دمج الأطفال فئات التربية الخاصة عموما وفئة المعاقين عقليا خاصا في المدارس العادية، وهو مفهوم تربوي يتضمن الركائز الرئيسة التالية:
1 - تخصيص غرفة في المدرسة العادية تكون ذات مستلزمات مكانية وتجهيزية وبشرية تحددها طبيعة خصائص واحتياجات فئة الإعاقة العقلية وغيرها من الفئات المستفيدة.
2 - إبقاء التلاميذ المعاقين عقليا وغيرهم من فئات التربية الخاصة في الصفوف الدراسية بالمدرسة العادية مع أقرانهم العاديين إن كانوا من الفئات الموجودة - أصلاً - بالمدارس العادية، أو الفصول الخاصة الملحقة بالمدارس العادية.
-3 يتحتم على التلاميذ غير العاديين أن يقضوا - على الأقل - 50% من يومهم المدرسي في الصفوف الدراسية مع أقرانهم العاديين.
- 4 يتردد التلاميذ غير العاديين ومنهم فئة الإعاقة العقلية على غرفة المصادر للاستفادة من خدماتها حسب جدول تحدده متغيرات أهمها حاجة الطفل إلى خدمات التربية الخاصة، طبيعة عوق الطفـل، شدة عوق الطفل، الصف الدراسي الذي يدرس فيه الطفل، وغير ذلك من المتغيـرات التي يمليها الموقف التربوي على كل من معلم التربية الخاصة، ومعلم الفصل العـادي.
-5 قد يكون من الضروري تسجيل الأطفـال غير العاديين في المدرسة التي يوجد بها برنامـج غرفة مصـادر، أو تحويلهـم إليها إن كانوا من التلاميذ المسجلين في مدارس لا يوجد بها هذا البرنامج، الأمر الذي يستدعي ضرورة تأمين وسيلة نقل للتلاميذ بين المدرسة والمنزل .
ب. برنامـج المعلم المتجول:
هو أحد الأساليب التي بواسطتها تتم عملية دمـج الأطفـال غير العاديين في المدارس العادية، وهو مفهوم تربوي يتضمن الركائز الرئيسة التالية:
-1 تسجيل الأطفال في أقرب مدارس عادية إلى منازلهم، أو إبقـاؤهم فيها إن كانوا مسجلين بها فعلاً.
2- يتحتم على التلاميذ المعاقين عقليا أن يقضوا معظم يومهم المدرسي في الصفوف الدراسية مع أقرانهم العاديين.
-3 يقوم معلم متخصص في التربية الخاصة بالتجول في المدارس العادية التي يوجد بها تلاميذ المعاقين عقليا وباقي فئات التربية الخاصة بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة لهم، وذلك وفقاً لجدول تحدده متغيرات أهمها:
- عدد الطلاب الذين يتكون منهم عبؤه التدريسي.
- طبيعة احتياجات أولئك الطلاب.
- عدد المدارس التي يزورها.
- طول المسافات التي يقطعها.
- يكون مقره في قسم التربية الخاصة بإدارة التعليم، أو في إحدى المدارس التي يعمل بها.
- يحتاج إلى استخدام وسيلة نقل.
ج. برنامج المعلم المستشار:
هو أحد الأساليب التي بموجبها تتم عملية دمج الأطفال غير العاديين في المدارس العادية ، وهو مفهوم تربوي تقوم فكرته على الاستفادة من خدمات معلم متخصص في التربية الخاصة، يقوم بزيارات ميدانية للمدارس العادية التي يوجد بها تلاميذ غير عاديين ومن بينهم فئة المعاقين عقليا ، من شأنه في ذلك شأن المعلم المتجول، بغرض تقديم خدمات التربية الخاصة التي تتمثل في النصح والمشورة لمعلمي الفصول العاديـة حول كيفية التعامل معهم ، وهو أيضا كالمعلم المتجول يكون مقـره في قسم التربية الخاصة بإدارة تعليم المنطقة، أو إحدى المدارس التي يعمل بها، كما يحتاج أيضاً إلى استخدام وسيلة نقل.
د- برنامـج المتابعة في التربية الخاصة:
وهذه البرامج يمكن تعريفها على أنها عبارة عن برامج موجودة لدى الأمانة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم لمتابعة بعض الفئات التي لا تستفيد - حالياً - من خدمات التربية الخاصة ، وهو إجراء مؤقت ينتهي بمجرد استحداث برامج للتربية الخاصة في مدارس التعليم العام لتلك الفئـات.
نتائـج الدمـج :
نظراً لما لأسلوب الدمج من فاعلية تربوية واجتماعية ونفسية واقتصادية لجميع فئات التربية الخاصة وفي صددنا هذا فئة الإعاقة عقليا ، فقد أحدث نقلة كمية ونوعية هائلة في مجال تربية وتعليم هولاء الأطفال في المملكة، رغم قصر عمر تجربة المملكة في هذا المجال.
فمن حيث النمو الكمي ارتفع عدد معاهد وبرامج التربية الخاصة من (48) معهداً وبرنامجاً للبنين و التطور النوعي فيتمثل فيما يلـي:
1 - جاءت الزيادة المشار إليها آنفاً في عدد المعاهد والبرامج لصالح البرامج المستحدثة على حساب العاهد، إذ كان عدد المعاهد في العام الدراسي 1415/1416 (36) معهداً وكان عدد البرامـج في ذلك العام (12) برنامجاً، بينما أصبح عدد المعاهد في العام الدراسي 1423/1424هـ (38) معهداً، وأصبح عدد البرامج (1258) برنامجاً، وحتى الزيادة الضئيلة في عدد المعاهد تعود إلى تحول بعض المعاهد ذات المراحل المتعددة إلى أكثر من معهد.
ونتيجة لذلك أصبح عدد التلاميذ الذين يستفيدون من برامج التربية الخاصة في المدارس العادية من فئة الإعاقة العقلية يفوق كثيراً أعداد أولئك الذين يدرسون في معاهد التربية الخاصة والبرامج الملحقة بها.
2- والعمل جار على استحداث برامج جديدة لاستيعاب جميع الفئات التي تندرج في نطاق المفهوم الشامل الحديث للتربية الخاصة مثل ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة .
3 - تعددت أنماط تقديم خدمات التربية الخاصة في المملكة، فقد أصبح لدينا معاهد داخلية، ومعاهـد نهارية، وفصول خاصة ملحقة بالمدارس العاديـة، وبرامـج غرف مصـادر، وبرامج معلم متجول، وبرامج معلم مستشار، وبرامج متابعة في التربية الخاصة مما أدى إلى تلبية احتياجـات الأطفال المعاقين عقليا وباقي فئات التربية الخاصة .
4-على الرغم من الإقبال المتزايد على الاستفادة من التربية الخاصة نتيجة لازدياد الوعي الاجتماعي، وعلى الرغم من قبول الإسكان الداخلي لأعداد من فئات لم يسبق لها الاستفادة منها، إلا أن هناك اتجاهاً يشير إلى تناقص أعداد التلاميذ المقيمين فيه عاماً بعد آخر هذا بنسبة لجميع فئات التربية الخاصة وبتالي فئة الإعاقة العقلية .
التأهيل التربوي للمعاقين عقليا في دولة الصين :
طبقت الصين تجربة الدمج الأكاديمي والدمج الاجتماعي فيها , حيث عملت على دمج فئات الأطفال المعاقين عقليا , بحيث يلتحق الطلبة المعاقين عقليا في صفوف المرحلة الابتدائية وخاصة ذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة , و يتم دمج الأطفال المعاقين عقليا في المدرسة حيث تتوفر لهم التسهيلات المناسبة . كما تم تطبيق فكرة الدمج الاجتماعي في مجال السكن والعمل لفئة الأفراد المعاقين عقليا , حيث يعيش المعاقين عقليا مع جيرانهم من العاديين في نفس المناطق السكنية ويزاولون الأعمال الزراعية يوميا , وذلك بعد إعدادهم مهنيا لذلك .
ثالثَا : التأهيل النفسي :
التأهيل النفسي: هو عملية تقوم على علاقة متبادلة بين المرشد النفسي والمعوق وتكون هذه العملية في إطار برنامج التوجيه والإرشاد النفسي .
التأهيل النفسي للمعاق عقليا :
من المعروف أن حياة الإنسان عبارة عن تفاعلات مستمرة بين شخصيته والبيئة التي يعيش فيها والهدف من هذا التفاعل إيجاد التوازن والتوافق بين حالته الجسمية والنفسية والاجتماعية وبين ما تتصف به ظروف البيئة من صفات تؤثر في صحته ونفسيته وتعامله مع الآخرين وعندما يختل هذا التوافق مع البيئة بشكل كبير يصعب معه على الإنسان أن يواجهه بمفرده وعندها يحتاج إلى خدمات تساعده على إعادة التكيف والتوافق .
أهداف التأهيل النفسي للمعوقين:
1 - مساعدة الشخص المعوق على فهم وتقدير خصائصه النفسية ومعرفة إمكاناته الجسمية والعقلية والاجتماعية والمهنية.
2 - تخفيض التوتر والكبت والقلق الذي يعاني منه المعوق وضبط عواطفه وانفعالاته.
-3 تعديل بعض العادات السلوكية الخاطئة.
4 - المساعدة في تنمية الشعور بالقيمة وتقدير الذات واحترامها والسعي إلى تحقيق أقصى ممكنة من درجات تحقيق الذات.
5 - تنمية وتطوير اتجاهات إيجابية نحو الحياة والعمل والمجتمع.
-6 تدريب المعوق على تصريف أموره وغرس ثقته بنفسه وبالآخرين.
أما أهم الخدمات التي تقدم للمعوقين في عملية التأهيل النفسي فهي:
خدمات الإرشاد النفسي: ومن أهم الأساليب المستخدمة في مجال خدمات الإرشاد النفسي :
أ- الإرشاد الفردي.
ب- الإرشاد الجمعي
ج- الإرشاد في اللعب. د- الإرشاد في طريق الفن.
هـ- الإرشاد والعلاج عن طريق التمثيل.
و- الإرشاد الوقائي (الإرشاد الجيني( .
التأهيل النفسي للمعاقين عقليا في المملكة العربية السعودية :
التاهيل النفسي :
من المعروف أن البيئات الشعبية خاصة في بلادنا تميل إلى تفسير الإعاقة بشكل عام، والإعاقة الذهنية خاصة تفسيراً بعيداً عن الواقع، لأن المدارك قاصرة، والصدمة عنيفة، والتفسير الوحيد المتاح في هذه البيئات هو التفسير الخرافي. والإعاقة في هذا التفسير تكون نوعا من العقاب الذي حل على الأسرة أو على هذا الطفل بالذات، والمعاق ذهنياً يبدو وكأنه ممسوس، أو خاضع للأرواح الشريرة.وهذه النظرة الخرافية، تحول بين المعاق وبين المجتمع عامة وإخوته وأسرته بشكل خاص، وتجعله كائنا مخيفا يتجنبه الجميع، وتعرضه لأنواع من الأذى والقسوة الشديدة، وتحرمه من عطف أسرته ومن الاتصال بالآخرين.
ومن الطبيعي أن تنعكس معاملة الأسرة لطفلها المعاق بهذه الطريقة على الأسرة نفسها، إذ يشعر أفرادها بالذنب لأنهم يعاملونه بهذه الفظاظة الوحشية، أو يشعرون بالنقص لأن لهم أبنا معاقا يطلقون عليه أسماء مهينة تعرضه للسخرية وتنتقص من قدره.وقد تبالغ بعض الأسر، خاصة الغنية، في تدليل أبنها المعاق وتعامله بطريقة تحرمه من الاعتماد على نفسه وتشعره دائما بالحاجة إلى غيره، وتشعر إخوته وأهله عامة بأنه عالة عليهم. وتكون النتيجة مماثلة لما تسببه المعاملة القاسية، وهى عزلة الطفل المعاق، وعجزه عن الاندماج. وفى كلتا الحالتين تلعب الثقافة التقليدية السائدة دورا سلبيا لابد من معالجته بثقافة أخرى وتقديم المعلومات الحقيقية والتفسيرات الصحيحة والإرشادات المفيدة للمجتمع عامة وللأسرة المعنية بشكل خاص , والتأهيل النفسي بالمملكة : بحاجة ماسة لتفسير موضوع للإعاقة وجعلها مفهومة واخرجها من إطار التفسيرات الخرافية. هذا التفسير الموضوعي هو الأساس الذي نبنى عليه برامجنا للتعامل مع الطفل المعاق من ناحية لمساعدته وتعليمه وتدريبه على الاندماج، وللتعامل من ناحية أخرى مع المجتم والأسرة والأخوة لمساعدتهم في التعامل بإنسانية وفهم مع الطفل المعاق وقبوله واحتضانه والتخلص مما يشعر نحوه بالذنب أو بالنقص .
التأهيل النفسي في دولة الإمارات العربية المتحدة :
يرى الباحثين ان رعاية المعوقين عقليا لا تقتصر على تقديم المعلومات الأولية في القراءة والكتابة والهجاء والمبادئ الأساسية في الحساب والمعلومات العامة التي لها وثيق الاتصال بحياتهم اليومية بل انه بجانب هذا الهدف التعليمي , يجب عدم الاستغناء عن خدمات المرشدين النفسين :وهي المواءمة الاجتماعية وهي ان نوجد من هؤلاء الأطفال القدرة على التكيف للمواقف المختلفة بطريقة فيها استقلال , خالية من الإشراف والتوجيه , معتمدين فيها على أنفسهم. ويتضمن هذا ان نساعد الطفل على التوافق دون ان يبذل مجهودا كبيرا كما نعلمه إلا تؤدى عملية التوافق الاجتماعي إلى تدخله في حياة الآخرين وإلا تتعارض مع مصالحهم الخاصة.
ويرون ان مشكلة الطفل المعاق عقليا في دولة الإمارات تعتبر مشكلة اجتماعية قبل ان تكون مشكلة تعليمية , ومن هنا نجد ان عبء إدارة فصل خاص بضعاف العقول يعتبر في حد ذاته مشكلة صعبة , وهذا ما يدعونا إلى القول بان مدرس التربية الخاصة يبذل مجهودا اكبر في إدارة فصله عن مدرس الفصل العادي.
ولذلك يحتاج المعاق ذهنيا إلى عمليات رعاية نفسية مستمرة. ومع أننا نؤمن بأهمية توفير هذه الرعاية لأنها أساسية لجميع الأطفال , إلا ان حاجة المتخلفين ذهنيا إليها تكون اشد من غيرهم لإزالة اثر الشعور بالاختلاف الذي يؤثر بشكل ضار على النمو النفسي والانفعالي والاجتماعي للطفل.
رابعا : التأهيل الاجتماعي :
وهو ذلك الجانب من عملية التأهيل الذي يرمي إلى مساعدة الشخص المعوق على التكيف مع متطلبات الأسرة والمجتمع.
هدف التأهيل الاجتماعي:
يهدف التأهيل الاجتماعي إلى مساعدة الشخص المعوق على التكيف الاجتماعي ليستطيع أن يندمج ويشارك في نشاطات الحياة المختلفة في المجتمع وذلك من خلال الوسائل والخدمات المختلفة التالية:
خدمات التأهيل الاجتماعي:
أ- مؤسسات التربية الخاصة ورعاية وتأهيل المعوقين.
ب- المستشفيات.
ج- المدارس العادية.
د- مديريات ومكاتب التنمية الاجتماعية في المحافظات والألوية.
التأهيل الاجتماعي لشديدي الإعاقة:
1 - الإيواء الكامل الذي يتضمن السكن والمأكل والملبس.
-2 الرعاية الصحية والطبية.
-3 الرعاية النفسية.
-4 الرعاية الاجتماعية وشغل وقت الفراغ.
-5 التأهل الاجتماعي كالعلاج بالعمل وبالتدريب على خدمة أنفسهم بأنفسهم أن أمكن ذلك.
أما المشكلات الناتجة عن الإعاقة:
-1 المشكلات الاقتصادية:
تتسبب الإعاقة في الكثير من المشاكل الاقتصادية التي تدفع المعوق إلى مقاومة العلاج أو تكون سبباً في انعكاس المرض ومنها:
أ- تحمل الكثير من نفقات العلاج.
ب- انقطاع الدخل أو انخفاضه.
ج- قد تكون الحالة الاقتصادية سبباً في عدم تنفيذ خطة العلاج.
-2 المشكلات الاجتماعية: ومنها
أ- المشكلات الأسرية.
ب- المشكلات الترويحية.
ج- مشكلات الصداقة.
د- مشكلات العمل.
3 - المشكلات التعليمية:
والمشكلات التي تواجه العملية التعليمية هي:
أ- عدم توفر مدارس خاصة وكافية للمعوقين على اختلاف أنواعهم.
ب- الآثار النفسية السلبية لإلحاق الطفل المعوق بالمدارس العادية.
ج- شعور الرهبة والخوف الذي ينتاب التلاميذ عند رؤية المعوق.
د- تؤثر بعض العاهات في قدرة المعوق على استيعاب الدروس.
هـ- بعض حالات الإعاقة كالمقعدين والمكفوفين تتطلب اعتبارات خاصة لضمان سلامتهم خلال توجيههم أو تواجدهم بالمدرسة.
4 - المشكلات النفسية.
هناك مجموعة من السمات لخصها د.كليمك في الآتي:
أ- الشعور الزائد بالنقص.
ب- الشعور الزائد بالعجز.
ج- عدم الشعور بالأمن.
د- عدم الاتزان الانفعالي.
هـ- سيادة مظاهر السلوك الدفاعي.
-5 المشكلات الطبية :
أ- عدم توفر الأسباب الحاسمة لبعض أشكال الإعاقة.
ب- طول فترة العلاج الطبي لبعض الأمراض كأمراض الوزن والقلب والسكر.
ج- عدم انتشار مراكز كافية للعلاج المتميز للمعوقين.
د- عدم توفر المراكز المتخصصة للعلاج الطبي.
تأهيل المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة :
يعد الاهتمام بفئة الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة هدفاً رئيساً في أجندة حكومة أبو ظبي الرشيدة والذي استمدت منه مؤسسات الدولة رؤيتها, حيث ترجمتها قطاعات ذوي الاحتياجات الخاصة إلى برامج فاعلة على أرض الواقع حيث سعى من خلال هذه البرامج إلى تنمية اتجاهات مجتمعية إيجابية نحو الفئات الخاصة بالدرجة الأولى ومن ثم الرقي بمستوى الخدمات المقدمة لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وفقاً للممارسات العالمية الأكثر فاعلية.
إن قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة هو القطاع الأكبر في مؤسسات الرعاية الإنسانية حيث تدير مجموعةً من مراكز الرعاية والـتأهيل الحكومية وغيرها من المرافق الخدمية المتخصصة التي تقدم أفضل ممارسات التعليم والتدريب والتأهيل المعترفة عالمياً وتقديم الخدمات التربوية والعلاجية والتأهيلية , وتزويد المراكز بجميع الأجهزة والأدوات الأزمة لتأهيل المعاقين عقليا ,و تطوير الكوادر العاملة وإدخال البرامج التاهيلية الحديثة , ونشر الوعي بين فئات المجتمع بقدرات هذه الفئة واحتياجاتها والمشاكل التي يواجهونها وتقضي عدم التكيف الملائم مع البيئة .
وترتبط المراكز بقاعدة متينة من العلاقات الوثيقة والشراكات الفاعلة مع مختلف الجهات والشرائح المحلية والإقليمية والعالمية, حيث استطاعت المراكز كسب ثقة هذه المحافل نتيجة لجهود الرائدة في مجال الرعاية والتأهيل و التي تصبو جميعها إلى تحقيق مبدأ الدمج الشامل لأبنائنا من ذوي الإعاقة على كافة الأصعدة.
وتتمثل مهام لإدارة المركزية التي تتولى إدارة المراكز من حيث إيجاد وتطوير الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة والإشراف عليها وإعداد الخطط الإستراتيجية الخاصة بالمراكز والإشراف على تنفيذ الخطط التشغيلية ومن باب التطوير فقد ربط القطاع نفسه بأفضل الممارسات العالمية من خلال إيجاد شريك على مستوى عالمي يساهم في تطوير الخدمات والمتمثلة بخدمة التقييم الشامل وخدمة التدخل المبكر وخدمة التعليم الأكاديمي وخدمة العلاج وخدمة التدخل المبكر وغيرها من الخدمات .
كما يوجد مبادرات ثمينة ذات تأثير مباشر على خدمة المجتمع والمساهمة في جعل إمارة ابوظبي خاصة إمارة صديقة لذوي الاحتياجات الخاصة وجعل دولة عامة رائدة في مجال التربية الخاصة ومنها مبادرة إطلاق المشروع الوطني لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وفئة الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة على وجه التحديد برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيس الاتحاد النسائي العام و الذي يستهدف جميع مؤسسات إمارة ابوظبي الحكومية والخاصة ويشجعها على تبني أفضل المعايير المعترفة في خدمة المعاقين. كما اهتمت الدولة باستقطاب أفضل الخبرات العالمية من المؤسسات الأكاديمية المرموقة لتطوير آلية العمل وتقنينه. وتجدر الإشارة إلى مبادرة الإمارة باستحداث خدمة جديدة وهي خدمة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أفرد لها وحدة خاصة يتبنى فريقها الاستشاري متعدد التخصصات عملية توظيف المعاقين ضمن المؤسسات الحكومية والخاصة إضافةً إلى المساهمة في تطبيق بنود التهيئة البيئية بأفضل المعايير العالمية في جميع مؤسسات الإمارة.
إضافةً إلى توفير مراكز لترفيهه وقد أنشئت ناديين رياضيين لذوي الإعاقة في كلٍ من أبو ظبي والعين بحيث يساهمان بشكلٍ مباشر في تفعيل المشاركات الرياضية وتنظيم البطولات العالمية والمحلية للطلاب من ذوي الإعاقة العقلية على كافة المستويات وغيرها من الفئات .
ومن بعض النماذج على التأهيل الاجتماعي في دولة الإمارات :
• التدخل المبكر:
تعتبر خدمة التدخل المبكر خدمة تأهيلية وتعليمية تقدم لجميع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة المواطنين في دولة الإمارات منذ الميلاد حتى سن خمس سنوات ومنهم فئة الإعاقة العقلية . وتقوم على مبدأ تدريب الأطفال من ذوي الإعاقة في صورة مبكرة حتى لا تتحول الإعاقة إلى عجز كما تقوم بتدريب الأمهات وتأهيلهن للتعامل مع أطفالهن. حيث تساهم هذه الخدمة في نشر ثقافة التدخل المبكر والعمل على رفع مستوى وعي المجتمع نحو تقبل الأطفال من ذوي الإعاقة منذ الصغر ليصبحوا فئة فاعلة في المجتمع فيما بعد. وتقدم هذه الخدمة في وحدتي التدخل المبكر في أبو ظبي والعين.
• التعليم الأكاديمي :
وهي خدمة متخصصة تقوم على مبدأ تفريد التعليم للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وإعداد الخطط التربوية الفردية لكلٍ منهم و تقدم هذه الخدمة في جميع مراكز الرعاية والتأهيل والهدف تحضير بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وفئة الإعاقة العقلية القابلة لتعليم من الالتحاق بمدارس التعليم العام من خلال إتباع المناهج المعتمدة في مجلس أبو ظبي للتعليم بينما يتم تدريب الطلاب الآخرين وإكسابهم مهارات متعددة في مختلف مجالات التعليم والحياة اليومية. ومن باب اهتمام الدولة بمستوى التعليم المقدم للطلاب ونوعيته فقد قامت بعض المؤسسات مؤخراً بإيجاد منهج إلكتروني مقنن يخدم الفئات الأشد إعاقة من ذوي التحديات العقلية الشديدة وغيرها من الفئات وتقدم خدمة التعليم الأكاديمي في جميع مراكز الرعاية والـتأهيل التابعة للدولة
, وتبدأ خدمات التأهيل بعد تحويل الطالب إلى وحدة التقييم الشامل وإجراء الاختبارات السيكومترية اللازمة له يتم اختيار البديل التعليمي الأنسب للطالب بناءً على نتائج تقييمه حيث يتم تسجيله رسمياً في قيد المراكز ويلتزم بعدها بدوام رسمي نهاري يومي.
التأهيل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية :
كبداية ان خدمات التأهيل الاجتماعي جيدة ولكنها تحتاج لمزيد من الخدمات للمجتمع والمعاق للوصول إلى اقصى تكيف واستقلالية في المجتمع .
وكمثال لهذا التأهيل إدارة التأهيل الاجتماعي :
تتمثل أهداف إدارة التأهيل الاجتماعي في توفير الخدمات التي تقدم من خلال هذه الإدارة لفئة المعوقين عن طريق التأهيل الاجتماعي لحالات شديدي الإعاقة من الجنسين بإيواء من يحتاج منهم إلى ذلك في مراكز متخصصة بسبب شدة إعاقاتهم أو تعددها وعجز الأسرة عن رعايتهم.
وتختص مراكز التأهيل الاجتماعي بإيواء حالات المعوقين وبالنسبة لفئة الإعاقة العقلية هي فئات شديدي الإعاقة غير القابلين للتأهيل المهني نتيجة شدة الإعاقة أو ازدواجية الإعاقات. وعدد مراكز التأهيل الاجتماعي في المملكة ثلاثة مراكز تهتم بالمعاقين وفئة الإعاقة العقلية المتوسطة والشديدة على وجه التحديد.
أما الخدمات التي تقدم في مراكز التأهيل الاجتماعي :
-1 الإيواء الكامل الذي يتضمن المسكن والمأكل والملبس.
2 -الرعاية الصحية الكاملة العلاجية والوقائية، وتوفير العلاج الطبيعي المتكامل والتعاون مع المستشفيات المتخصصة في إجراء الفحوص الدقيقة والشاملة وإجراء العمليات المطلوبة.
3- الرعاية النفسية.
4- الترويح وشغل أوقات الفراغ.
5- العلاج بالعمل.
6- العلاج الوظيفي.
7- جميع ما يحتاجه المعوق من خدمات وعناية خاصة.
خامساَ: التاهيل الطبي :
التأهيل الطبي هو إعادة الشخص المعوق إلى أعلى مستوى وظيفي ممكن من الناحية الجسدية و العقلية عن طريق استخدام المهارات الطبية للتقليل من العجز أو إزالته إن أمكن.
هدف التأهيل الطبي:
إن الهدف الرئيسي من خدمات التأهيل الطبي هو تحسين أو تعديل الحالة الجسمية أو العقلية للمعوق بشكل يمكنه من استعادة قدرته على العمل والقيام بما يلزمه من نشاطات الرعاية الذاتية في الحياة العامة.
خدمات ووسائل التأهيل الطبي:
-1 العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية.
-2 العمليات الجراحية.
-3 العلاج الطبيعي.
4 -العلاج المهني.
5 - الأجهزة التأهيلية المساعدة.
التعاون الطبي – المهني:
إن هذا التعاون ضروري للأسباب التالية:
1- أنه يتيح معالجة جميع جوانب مشكلة الشخص المعوق بطريقة منهجية وناجحة.
-2 أنه ييسر اللجوء إلى كافة الخدمات و الخبرات المتاحة و الضرورية في الوقت المناسب.
3- أنه يمكّن من تحديد الأشخاص المعوقين الذين يكونون في حاجة إلى التأهيل المهني.
4 -أنه ييسر الحصول على المشورة الطبية في أي مرحلة من مراحل التأهيل المهني.
- 5 أنه يمكن من بدء التأهيل المهني في أسرع وقت ممكن.
6 - أنه يسهل تحقيق الشفاء في أقصر فترة ممكنة.
ويهدف إلى ما يلي:
-1 وقاية العمال من أي مخاطر صحية قد تنشأ من عملهم.
-2 المساهمة في تكيف العمال البدني والعقلي.
-3 المساهمة في الوصول إلى أعلى درجة ممكنة من الرفاهية الجسدية والعقلية للعمال والمحافظة عليها.
التأهيل الطبي للمعاقين عقليا في دولة الإمارات العربية المتحدة:
لقد أكد التقرير السنوي للأمم المتحدة للعام 1998 أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد جاءت في مركز متقدم من حيث الجهود التي بذلتها لتوفير الرعاية الصحية لمواطنيها أما بالنسبة لخدمات الصحة والوقاية فقد شملت مظلة خدمات الطب الوقائي برنامج مراقبة ومكافحة الأمراض السارية وذلك عن طريق التطعيم والتطهير الكيميائي ومراقبة المخالطين والكشف المبكر عن الأمراض والتوعية والتثقيف الصحي بالتعاون مع جميع الأجهزة المعنية بالدولة. هذا وقد لوحظ الاهتمام بالنواحي الصحية لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً باعتبارهم شريحة هامة في المجتمع المحلي إضافةً إلى أنه انعكاس واضح عن مدى الاهتمام الإنساني والتكافل الاجتماعي بهذه الفئة من الأفراد ومن ضمنها فئة الإعاقة العقلية .
وقد اهتمت الدولة بتميز بالكفاءة في تحقيق أهداف وآمال فئاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة وقدمت خدمة الرعاية الصحية والتي قامت باستحداثها مؤخراً في جميع مراكزها التابعة وإفراد طاقم متخصص للإشراف عليه بالتنسيق والشراكة التامة مع الخدمات العلاجية الخارجية حيث سعت الدولة إلى توفير كادر طبي و تمريضي متخصص وعلى قدرٍ عالٍ من الكفاءة و الخبرة الطبية والتمريضية لتقديم أفضل سبل الرعاية الصحية المبنية على الأدلة والبراهين لتعزيز الوضع الصحي لفئة الإعاقة العقلية وتشتمل خدمة العلاج المقدمة :
• العلاج الطبيعي ويشمل (العلاج اليدوي والعلاج المائي والعلاج بالاجهزة الكهربائية والتدليك والعلاج الحسي ).
• العلاج الوظيفي ويشمل (التكامل الحسي والتدريب على مهارات الحياة اليومية - وحدة الخدمات العلاجية المتنقلة .
وسوف يفتح قسماً خاصاً للعناية الدائمة بفئة ذوي الإعاقة عامة وفئة الإعاقة العقلية على وجه الخصوص في مستشفى المفرق، سيستوعب 80 مريضاً من الرجال والنساء .وافتتح مركزاً خاصاً ومستقلاً لعلاج بالخيول لجميع فئات الإعاقة ومنها الإعاقة العقلية وتكون كعلاج طبيعي لهم وأيضا سوف تكون ترفيهياً ونفسياً للطلبة في الوقت نفسه، مؤكدة تعامل المركز مع كل حالة حسب طبيعتها, بحيث وجدت دراسات تؤكد ارتباط ذوي الإعاقة بالخيول وتحسن حالات معالجة عن طريق الخيول. وسيستفيدون منه 1200 طالب وطالبة في وجود 21 حصاناً مدربة لهذا الغرض، ومدربين من داخل وخارج الدولة لديهم خبرات كبيرة في هذا المجال .
التأهيل الطبي في المملكة العربية السعودية :
يوجد تدني في مستوى الخدمات الطبية بحيث ان العلاج الوظيفي والطبيعي لا يوجد لديه اختصاصيون يشرفون على هذا النوع من الخدمات , مع ان الدراسات أشارت إلى وجود الخدمتين ولكن بنسب متدنية جدا, وقد يحتمل وجود بعض الخدمات ولكن بشكل غير رسمي أو غير مباشر من خلال أنشطة التربية الرياضية أو الفنية , ويجب لفت الانتباه ان الخدمات الطبية والوقائية على وجه الخصوص في تطور مستمر .
سادساَ : التأهيل المجتمعي :
أن تقدم أي مجتمع يقاس بمدى اهتمامه ورعايته وتوجيه وإرشاد فئاته الخاصة، فكان إعلان حقوق الإنسان الذي صدر من هيئة الأمم المتحدة في أواخر القرن العشرين نقطة تحول هامة في اتجاهات المجتمعات ، فحلت النظرة الاجتماعية الإنسانية محل النظرة الاقتصادية وأصبحت الدعوة لرعاية المعاقين ذهنيا ، وتأهيلهم اجتماعيا تهدف إلى أن يعود هؤلاء المعاقون أفراد مندمجين في مجتمعاتهم يتمتعون بالكرامـة والسعادة وحقوق المواطنـة كغيرهم من بني وطنهم سواء بسواء . وتعريف التأهيل المجتمعي : إسهامات الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والأفراد في مجال خدمة المعوقين فالتأهيل المرتكز على المجتمع بمثابة استراتيجيه في إطار تنمية المجتمع المحلي ويهدف إلى تحقيق التأهيل وتكافؤ الفرص والاندماج الاجتماعي لجميع الأشخاص المعوقين وينفذ من خلال الجهود المتضافرة للمعوقين أنفسهم ولأسرهم ومجتمعاتهم المحلية ويختص بدراسة كافة ما يتعلق بمراكز الرعاية النهارية والمنزلية أو مراكز الـتأهيل او المشاريع التي يتم إنشاؤها أو الإشراف عليها من قبل القطاع الخاص سواء كان هذا القطاع منشأة فردية أو جمعية خيرية أو لجنة أهلية.
التأهيل المجتمعي للمعاقين عقليا في المملكة :
تنهض الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية بمسؤولياتها وتقدم إسهامات رائدة ومتميزة في مجالات العمل الأهلي الخيري والتطوعي مستمدة من تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى التكافل ويحث على فعل الخير والبر والإحسان ومد يد العون إلى المحتاجين.
وتحظى هذه الجمعيات بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها لتمكينها من تقديم خدماتها التي تسير جنباً إلى جنب مع خدمات الدولة وتعمل تحت إشرافها ورعايتها ودعمها.
ولقد امتدت إسهامات الجمعيات الخيرية إلى:
(1) مساحة الخدمات الاجتماعية وأعمال البر المختلفة التي يمكنها من خلالها أن تقوم بأعمالها الموكلة إليها وتؤدي مهامها المنوطة بها وفق ما رسم لها من أهداف.
(2) الإسهام الفاعل في خدمة فئة المعوقين تمشياً مع ما ورد في النظام الأساسي للحكم في مادته (37) التي ورد ضمنها ما نصه "تشجيع الأفراد على الإسهام في الأعمال الخيرية".
وقد نالت الجمعيات الخيرية حظاً وافراً من الدعم المادي والمعنوي من الدولة والمواطنين على حد سواء، مما أتاح لها فرص الانطلاق والسير بخطوات ثابتة وجادة وحثيثة آت ثمارها الملموسة بحمد الله.
هذه الجمعيات تقدم برامج خدمية متنوعة ومشروعات اجتماعية ونشاطات دينية وثقافية وصحية وتربوية مختلفة، وقد أولت الجمعيات الخيرية رعاية المعاقين عقليا وتعليمهم وتأهيلهم وتدريبهم عناية خاصة، وسعت إلى مساعدتهم على ممارسة مهامهم ليكونوا أعضاء نافعين مشاركين في مسيرة المجتمع كل حسب قدراته وإمكاناته بعد توفير فرص العيش الكريم لهم، واستطاعت الجمعيات الخيرية القيام بإنجازات متعددة في هذا المجال. بل إن من هذه الجمعيات ما أنشئ حصراً لخدمة المعوقين بفئاتهم المختلفة ورعايتهم وتأهيلهم فانتشر هذا النمط من الجمعيات في مناطق ومدن مختلفة من المملكة إلى جانب جمعيات أخرى برزت في مجال خدمة المعوقين ورعايتهم وتأهيلهم.
التأهيل المجتمعي للمعاقين عقليا في دولة الإمارات :
لقد لوحظ اهتمام دولة الإمارات بفئة التربية الخاصة بشكل ملحوظ مما أدى إلى تكيف فئات التربية الخاصة وبالتالي تطور مخرجات وقدرات فئة الإعاقة العقلية والاستفادة منهم في قطاعات الدولة وتوفير لقمة العيش والاستقلالية لهم مدى الحياة ,و يعود ذلك إلى تعاون كافة قطاعات الدولة وأفراد المجتمع نفسه من حيث تقديم التوعية والبرامج وفتح المراكز وتوفير فرص العمل التي تقف جنبَا إلى جنب مع جهود الدولة , وسنعرض مثالا على التأهيل المجتمعي في دولة الإمارات مركز نور الخيري الذي حصل على شهادة الآيزو ISO 9001:2008 في الخدمات التي يقدمها المركز والتي تتضمن التربية والتأهيل والعلاج للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم فئة الإعاقة العقلية من خلال التدريب والتدخل والتقييم الدوري.
وبهذه المناسبة قالت إسفانا الخطيب، مديرة مركز النور لتدريب و تأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:" تأتي هذه الشهادة تكريماً لالتزامنا بتحقيق رضاء كامل لهذه الفئة من المجتمع، ونسعى دوماً للارتقاء بمستوى العمل من أجل توفير كافة الخدمات التي تلبي احتياجات هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة. ونحن سعداء للغاية كوننا المركز الأول في المنطقة الذي يحصل على شهادة بمستوى الخدمة الممتازة التي يقدمها ".
نبذة عن مركز النور:
مركز النور لتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة هو مؤسسة غير ربحية , وعلى مدى السنوات ال 31 الماضية، قام مركز النور بتوفير تدريب عالي الكفاءة لمجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي. وكانت بداية مركز النور في عام 1981 حيث بدأً ب8 أطفال معاقين عقليا ، وتوسع المركز منذ ذلك الحين ليستوعب الآن 300 طالب وطالبة.
ويمكن للمركز استيعاب ما يصل إلى 300 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولدينا حالياً حوالي 273 طفلاً من أكثر 35 جنسية ممن يعانون من الإعاقات المختلفة أما عن فئة الإعاقة العقلية فيتم العناية بمتلازمة داون، الشلل الدماغي ومتلازمة الريت على سبيل المثال , ويستخدم النور منهج شامل لتنفيذ برامجه التدريبية, وبالإضافة إلى التدريس حيث يتميز في المنطقة بخدماته التعليمية للمعاقين عقليا فئة القابلين لتعليم ومن ثم يقدم لهم خدمات تدريبية على المهنة المناسبة ، ويقدم المركز أيضا العلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، وعلاج النطق واللغة، والخدمات النفسية والرياضة، والموسيقى, ويوجد في المركز أيضا وحدة التوظيف الخاصة بتدريب الطلاب لإيجاد فرص العمل لاحقاً.
ومن خدماته سمايلز ان ستاف : وهو متجر للهدايا ومقهى النور تابع لقسم التدريب المهني، وهو الأول من نوعه في الخليج، حيث أن جميع المنتجات الموجودة في المتجر تم صناعتها على يد طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والهدف من وحدة التدريب المهني هو تدريب الأطفال فئة الإعاقة العقلية وغيرها من الفئات وتحسين قدراتهم ليكونوا منتجين في المجتمع، ويتم تدريبهم في كل من النجارة، والخياطة، والخبز، والطباعة، كم تساعد هذه المبادرة برفع الوعي وجمع التبرعات للمركز.
وتهدف وحدة التدريب المهني لتدريب الطلاب في جميع مستلزمات المهنة، والتي تشمل ليس فقط التدريب الشامل في الأنشطة ذات الصلة مهمة ولكن أيضا لغرس السلوكيات المقبولة التي يمكن تعميمها في أي حالة عمل.
ويوفر برنامج تدريب مناسب في المجالات التالية:
• النجارة.
• خياطة .
• طباعة الشاشة.
• مخبز.
ختاماَ : وبعد عرض واقع التأهيل بأنواعه الستة والحمد الله أني قد وفقت في ذكر واقع التأهيل في مملكتنا الحبيبة , وجوانب القصور فيها وكل ماتمناه ألان سد هذه الجوانب والاستفادة من قدرات المعاقين عقليا قدر الإمكان وزيادة الوعي المجتمعي بذوي الإعاقة الذهنية، والتركيز على القدرات التي يملكونها ، ومحو الاتجاهات السلبية السائدة عنهم والتأكد من مدى تكيف المعاق مع بيئته وبيئة العمل ، ومساعدته في حل المشكلات التي تعترض نموه وتطوره وعلى الرغم من أن نسبة المراهق هي الأعلى من بين أعمار المعاقين الموجودين بالسعودية، إلا أنهم الأقل نصيباً من الاهتمام واستثمار طاقاتهم، خاصة فئة المعاقين ذهنياً الذين أصبحوا سجناء في منازلهم. وفي محاولة لتسليط الضوء على بعض حالات المراهق الخاص، قامت "الوطن" بزيارة عدد من الأسر التي تضم مراهقاً خاصاً.
وقد أشارت السيدة عبير إلى أنها تحرص دائماً هي وغيرها على توضيح الرأي المعاكس للمسئولين، فتوضح أنه عندما بدأت علامات البلوغ تظهر على ابنها أحمد، شعرت أن لديه طاقة زائدة وفي نفس الوقت قرر المركز المتخصص الذي يلتحق به أحمد الاستغناء عنه لأن عمره 17 عاماً. وتضيف أم أحمد أنه في الوقت الذي شعرت بأن ابنها يحتاج إلى من يوجهه كغيره من المراهقين تجده حبيس المنزل، لهذا تشير إلى أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة ممن يعاني من الإعاقة العقلية عندما يصلوا إلى سن المراهقة يصبحون مهملين تماماً من كافة قطاعات الدولة، وتضيف أن كثيرا من المتخصصين ينصحونها بأن ترسل ابنها إلى أحد المراكز المتخصصة الموجودة في الأردن أو مصر أو حتى أمريكا إلا أنها تستنكر ذلك، فلماذا يغيب ابني عني لمجرد أنه معاق ذهنياً في حين أن الدولة أحق بخدمته من أي مكان آخر فهو من مواطنيها الذين لهم حق في جميع الخدمات.
وتطالب أم أحمد بإيجاد أندية خاصة بهم تضم مدربين متخصصين حتى تطمئن عليه كما تطالب بإيجاد متخصصين في التأهيل المهني لكي تعلم ابنها مهنة تنفعه وتحقق له دخلاً ولو بسيطاً، وتؤكد أن المراكز الخاصة تطلب من الأهالي مبالغ كبيرة لكي تقبل أولادها وتعتقد أن أهالي الأطفال المعاقين ما هم إلا دجاجة تبيض ذهبا للمراكز الخاصة.
ويهمني التركيز هنا على ان تطور التربية الخاصة وخدمات التأهيل المقدمة في المملكة في تطور مستمرة وبإذن الله سوف نتلافى هذه المشاكل وستكون المملكة من الدول الرائدة في هذا المجال .
أما عن واقع التأهيل في خارج المملكة فهو أيضا لديه جوانب قوة وضعف , ومستوى الخدمات المقدمة ممتازة , وقد لبى عدة احتياجات , ونمى مجموعة قدرات , والحمد الله قد وصل إلى استقلالية مئات المعاقين عقليا , وما ينقصه هو تكاتف جميع قطاعات الدولة وجميع أفراد المجتمع .
وفي النهاية لا أملك إلا أن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في هذا الموضوع المهم لجميع فئات التربية الخاصة بل المجتمع بأكمله , و لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير عنه وأخيراً ما أنا إلا بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت قد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عز وجل.
المراجع ..
اسم الكاتب / المؤلف : مهدي محمد القصاص
http://manar-se.net/play-12354.html
مجلة كلية التربية , العدد العشرون , العدد(2) , 1996 مقال من
كتاب الإعاقات العقلية , ل أ / د : عبد الله محمد , دار الرشاد للنشر والتوزيع , الطبعة الأولى
أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة / موسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة / صحيفة الشرق / المنتدى
. السعودي لتربية الخاصة / مركز نور لذوي الاحتياجات الخاصة / مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية / منتدى الإمارات
:روابط في مجال البحث
http://forum.stop55.com/29789.html
http://www.azamn.com/iqtisad/?p=3634
http://www.gulfkids.com/ar/index.php?action=show_art&ArtCat=19&id= http://st-takla.org/Coptic-Service-Corner/Serving-Disabled/09-Menthttpally-Retarded.html
http://forum.stop55.com/117321.html
http://aljobran.net/vb/t71.html
مقطع فيديو للتأهيل في الخارج معاقين يقومون بتربية الأبقار :
روابط اخرى للموضوع :
روابط باللغة العربية:
http://mosa.gov.sa/portal/modules/smartsection/item.php?itemid=24
http://faisalit.com/blog/?p=814
http://www.werathah.com/phpbb/showthread.php?t=14002
روابط باللغةالانجليزية:
www.ada.gov/cguide.htm
http://www.ncd.gov
شركة عزل خزانات بجدة
ردحذفيمكنك الآن التخلص من مشكلة تسرب المياه من الخزانات بالاعتماد على افضل شركة عزل خزانات بجدة وهى شركة المنزل حيث تقدم خدمة عزل خزانات بجدة بأستخدام افضل مواد العزل كما تقدم خدمات غسيل وتنظيف خزانات بجدة بأفضل الاسعار
غسيل خزانات بجدة
http://elmnzel.com/cleaning-tanks-jeddah/
هل تحتاج إلى قرض لأي غرض؟
ردحذفتقدم بطلب عبر البريد الإلكتروني للحصول على عرض قرض بنسبة 3.5٪.
طلب مبلغ القرض من ألفي دينار أردني إلى مليوني دينار أردني ..
اختيار سداد القرض من 1 سنة إلى 30 عاما.
rk0739292@gmail.com
هل تحتاج إلى قرض لأي غرض؟
ردحذفتقدم بطلب عبر البريد الإلكتروني للحصول على عرض قرض بنسبة 3.5٪.
طلب للحصول على مبلغ القرض من 6000ae إلى 9000،000ae.
اختيار سداد القرض من 1 سنة إلى 30 عاما.
rk0739292@gmail.com
الاتصال للحصول على قرض آمن وغير مضمون لبدء الأعمال التجارية.
ردحذفالاتصال للحصول على قرض آمن وغير مضمون لشراء شقة.
الاتصال بقرض آمن وغير مضمون لدفع الفواتير.
يمكنك اقتراض مبلغ القرض من 9000 إيد إلى 2000،000 إيد.
yh30289@gmail.com
أود أن أعرب عن امتناني للسيد بنيامين لي على كل ما قدمه من مساعدة في تأمين قرضنا لمنزلنا الجديد هنا في Fruitland. لقد كنت منظمًا وشاملًا ومحترفًا ، فضلاً عن كونك لطيفًا مما أحدث كل الفرق في تفاعلاتنا معك. نضع ثقتنا فيك وأنت بالتأكيد جئت من أجلنا. نشكرك على سعة صدرك وكذلك معاملتنا كأشخاص وليس مجرد عملاء لقرض سكني. أنت تقف فوق البقية ، أود أن أوصي أي شخص هنا يبحث عن قرض أو مستثمرين بالاتصال بالسيد بنجامين لي وموظفيه لأنهم أناس طيبون ذو قلب لطيف ، السيد بنيامين لي ، اتصل بالبريد الإلكتروني: 247officedept@gmail.com
ردحذفمع تحياتي،
جون بيرلي! قبعاتنا لك !! "